-
℃ 11 تركيا
-
23 أغسطس 2025
"اذهب أنت بنفسك".. سخرية إيطالية من ماكرون تشعل أزمة دبلوماسية بين باريس وروما
استدعاء رسمي
"اذهب أنت بنفسك".. سخرية إيطالية من ماكرون تشعل أزمة دبلوماسية بين باريس وروما
-
23 أغسطس 2025, 11:18:08 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ماكرون وميلوني
وكالات
كشفت مصادر دبلوماسية في باريس، السبت، أن وزارة الخارجية الفرنسية أقدمت على استدعاء السفيرة الإيطالية لديها على خلفية تصريحات اعتُبرت مهينة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. هذه الخطوة جاءت بعدما تهكّم مسؤول إيطالي بارز على مقترح ماكرون القاضي ببحث إمكانية نشر جنود أوروبيين في أوكرانيا عقب التوصل لأي تسوية محتملة مع روسيا. الاستدعاء وُصف بأنه حلقة جديدة ضمن سلسلة من التوترات المتكررة التي باتت تطبع العلاقات بين باريس وروما منذ سنوات، لكنه هذه المرة يحمل أبعاداً أكثر حساسية بسبب ارتباطه بالملف الأوكراني.
الجانب الفرنسي، وفق ما أورده المصدر، أبلغ السفيرة الإيطالية بشكل مباشر أن مثل هذه التصريحات لا تتوافق مع مناخ الثقة المطلوب للحفاظ على علاقة ثنائية مستقرة، خصوصاً أن الفترة الأخيرة شهدت بعض مؤشرات التقارب بين البلدين، أبرزها الموقف المشترك في دعم أوكرانيا عسكرياً وسياسياً في مواجهة الحرب الروسية المستمرة منذ أكتوبر 2023.
كلمات جارحة
الشرارة اندلعت عندما طُلب من نائب رئيسة الوزراء الإيطالية، ووزير النقل الحالي ماتيو سالفيني، التعليق على دعوات ماكرون بشأن إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا بعد انتهاء الحرب والتوصل لاتفاق سياسي. سالفيني، المعروف بأسلوبه الشعبوي، لجأ إلى استخدام عبارة دارجة بلهجة سكان ميلانو تُترجم بشكل تقريبي إلى "اغرب عن وجهي"، في إشارة واضحة إلى رفضه القاطع لمقترح الرئيس الفرنسي.
لكن سالفيني لم يكتفِ بتلك العبارة، بل تابع مخاطباً الصحافيين قائلاً: "اذهب أنت إلى هناك إذا أردت.. ارتدِ خوذتك وسترتك واحمل بندقيتك واذهب إلى أوكرانيا". هذه الكلمات اعتُبرت في باريس إهانة شخصية مباشرة لماكرون، كما أنها تضرب في صميم التفاهمات الأوروبية بشأن الملف الأوكراني، الأمر الذي استدعى رداً دبلوماسياً عاجلاً.
خلفيات سياسية
سالفيني، الذي يقود حزب الرابطة اليميني ويشارك في الحكومة القومية المحافظة برئاسة جورجيا ميلوني، لم يخفِ على مدار الأشهر الماضية انتقاداته المتكررة لماكرون، خصوصاً في كل ما يتعلق بموقف باريس من أوكرانيا والعلاقات الأوروبية – الروسية. الرجل يستثمر في خطابه الشعبوي لمخاطبة قاعدته الداخلية، لكنه بذلك يفتح الباب أمام أزمات متكررة مع فرنسا، وهو ما ظهر جلياً منذ وصول ميلوني إلى السلطة عام 2022.
الرد الفرنسي جاء هذه المرة على نحو أوضح من السابق، إذ شدد المصدر الدبلوماسي على أن باريس لا ترى في تصريحات سالفيني مجرد "مزحة سياسية"، بل تراها إساءة لروح التعاون بين بلدين يفترض أنهما يقودان معاً المحور الأوروبي في مواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا. وبالتالي فإن هذه الواقعة قد تكون بداية فصل جديد من التوتر، ما لم تتحرك روما لاحتواء الأزمة وطمأنة باريس بأن التصريحات لا تعبّر عن الموقف الرسمي للحكومة الإيطالية.

.jpg)








