تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلن شيخ عقل طائفة الدروز في سوريا، يوسف جربوع، اليوم الأربعاء، التوصل إلى اتفاق شامل مع الدولة السورية، يقضي بإنهاء كافة التوترات العسكرية والأمنية في محافظة السويداء، بعد أيام من الأحداث الأليمة التي شهدتها المحافظة.

اتفاق على وقف العمليات العسكرية

وفي تصريحات عاجلة نقلتها قناة الجزيرة، أكد الشيخ جربوع أن الاتفاق ينص على إيقاف تام لجميع العمليات العسكرية في السويداء من جميع الأطراف، وهو ما يُعد خطوة حاسمة لتهدئة الأوضاع المتوترة التي خلّفت قتلى وجرحى وأثارت مخاوف من انفجار داخلي أوسع.

اندماج كامل للسويداء ضمن الدولة السورية

وشدد جربوع على أن الاتفاق يتضمن أيضًا الاندماج الكامل للسويداء ضمن مؤسسات الدولة السورية، في إطار الحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أراضيها، مؤكدًا أن الطائفة الدرزية حريصة على العيش المشترك ضمن الدولة والمؤسسات الرسمية، ورفض أي مشاريع انفصالية أو أجندات خارجية.

إخراج العناصر الخارجة عن القانون

وفي سياق متصل، نقلت الجزيرة عن مصدر أمني سوري رفيع تأكيده أن الاتفاق يشمل أيضًا إخراج جميع العناصر التي تصنفها الدولة السورية على أنها خارجة عن القانون من مدينة السويداء، في خطوة تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار وفرض سلطة القانون على كامل المدينة.

خلفية الأحداث: توتر واشتباكات

وكانت محافظة السويداء قد شهدت اشتباكات دامية خلال الأيام الماضية بين فصائل مسلحة وقوات الأمن، ما أدى إلى مقتل العشرات وجرح المئات، وسط تزايد المخاوف من تحول الوضع إلى صراع داخلي مفتوح.

وتزامنت الأحداث مع تحركات إسرائيلية وتحريض علني على استغلال ملف الأقليات، خاصة الطائفة الدرزية، ما أثار انتقادات واسعة واتهامات بمحاولة زعزعة الاستقرار السوري من خلال "البوابة الدرزية".

خطوة نحو الاستقرار أم بداية لتسوية أوسع؟

يرى مراقبون أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية مباشرة من الدولة السورية وقيادة الطائفة الدرزية، يمثل منعطفًا مهمًا نحو إعادة الاستقرار في الجنوب السوري، وقد يكون تمهيدًا لمزيد من التسويات المحلية التي تعيد دمج المناطق الخارجة عن السيطرة في جسد الدولة.

في المقابل، يطالب نشطاء محليون بأن يرافق هذا الاتفاق خطة واضحة للإصلاح السياسي والاقتصادي، تضمن تحسين الأوضاع المعيشية ومكافحة الفساد وتعزيز الثقة بين المواطنين والدولة.