تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تشهد الساحة السورية توترًا متصاعدًا عقب الغارات الإسرائيلية المكثفة على العاصمة دمشق والمناطق الجنوبية، في وقت أعلنت فيه السلطات السورية عن اتفاق تهدئة في محافظة السويداء، وسط ردود فعل إقليمية وتحذيرات من انفجار شامل.

غارات إسرائيلية عنيفة على دمشق: قتيل و18 جريحًا

أفادت وزارة الصحة السورية أن غارات إسرائيلية استهدفت مواقع في دمشق، وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة 18 آخرين، فيما أكد مصدر بوزارة الداخلية السورية لوكالة "سانا" أن الهجوم وقع بالتزامن مع تحركات أمنية حساسة في العاصمة.

وأعلنت القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي عن تكثيف عملياتها داخل سوريا، وقالت في بيان عاجل: "هاجمنا دمشق وسنواصل الضغط جنوب سوريا… أعمال الشغب على الحدود تُشتت الانتباه عن عملياتنا الفعلية".

لبنان يندد... وغانتس يبرر

وفي أول رد فعل عربي، وصف الرئيس اللبناني الغارات الإسرائيلية بأنها "انتهاك صارخ لسيادة دولة عربية شقيقة"، محذرًا من أن استمرارها "يعرض المنطقة للتصعيد والتوتر الإقليمي".

في المقابل، قال الوزير الإسرائيلي السابق بيني غانتس إن "حماية الدروز في سوريا ليست التزامًا أخلاقيًا فحسب بل مصلحة أمنية إسرائيلية"، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة في السويداء.

اتفاق تهدئة شامل في السويداء: اندماج أمني كامل

في تطور لافت، أعلن شيخ عقل طائفة الدروز في سوريا، يوسف جربوع، التوصل إلى اتفاق مع الدولة السورية يشمل:

وقف تام لإطلاق النار

اندماج الحواجز والفصائل ضمن مؤسسات الدولة

إخراج العناصر الخارجة عن القانون من المدينة

ونقلت "سانا" عن مصدر بوزارة الداخلية أن الاتفاق سيؤدي إلى نشر حواجز أمنية رسمية في المدينة، في إطار إنهاء حالة الانفلات التي شهدتها السويداء خلال الأسابيع الأخيرة.

مخاوف من تصعيد إقليمي... وسيناريوهات مفتوحة

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، لا سيما مع تصريحات القيادة الإسرائيلية التي توحي بأن الضربات على دمشق وجنوب سوريا ستستمر، بزعم مواجهة تهديدات أمنية محتملة.

ويحذر مراقبون من أن التداخل بين المسار الأمني في السويداء والتصعيد الإسرائيلي في دمشق قد يؤدي إلى تفجير جبهة الجنوب السوري، خاصة في ظل تصريحات إسرائيلية عن دعم مباشر لفئات محلية داخل سوريا.