-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
إيهود أولمرت: "المدينة الإنسانية" في رفح معسكر اعتقال وجزء من تطهير عرقي
واقع ميداني كارثي: غزة والضفة تحت النار
إيهود أولمرت: "المدينة الإنسانية" في رفح معسكر اعتقال وجزء من تطهير عرقي
-
14 يوليو 2025, 1:02:54 م
-
420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أولمرت
محمد خميس
في تصريحات غير مسبوقة، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، المخطط الإسرائيلي لإقامة ما تسمى بـ"المدينة الإنسانية" في رفح جنوب قطاع غزة بأنه "معسكر اعتقال"، معتبراً أن إجبار الفلسطينيين على دخولها يمثل "تطهيراً عرقياً" بحق سكان القطاع.
معسكر أم مأوى؟ أولمرت ينتقد بشدة مشروع "المدينة الإنسانية"
وفي حديث لصحيفة الغارديان البريطانية، عبّر أولمرت عن رفضه القاطع للمشروع قائلاً: "إنها معسكر اعتقال، أنا آسف"، مضيفاً: "إذا تم ترحيل الفلسطينيين إلى المدينة الجديدة، فيمكن القول إن هذا جزء من تطهير عرقي".
وأشار إلى أن أي محاولة لحشر مئات الآلاف من الفلسطينيين في مكان مغلق ومراقب، لا يمكن تفسيرها إلا بأنها مخطط للتهجير القسري تحت غطاء "الإنسانية".
فحص أمني صارم ومصير مجهول: تفاصيل المخطط الإسرائيلي
بحسب الخطة المعلنة، فإن نحو 600 ألف فلسطيني سيتم ترحيلهم إلى ما يسمى بالمدينة الجديدة في المرحلة الأولى، على أن يخضعوا لفحص أمني دقيق، ثم يمنعوا من العودة إلى مناطقهم الأصلية.
ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، ستُقام المدينة بين محوري فيلادلفيا وموراج جنوب غزة، وسيتم لاحقًا العمل على تشجيع ما يسمى بـ"الهجرة الطوعية" خارج القطاع، وهو ما وصفه أولمرت بأنه محاولة مكشوفة للتهجير الجماعي.
الحكومة الإسرائيلية "تفتقر للمصداقية"
انتقد أولمرت ادعاءات الحكومة الإسرائيلية بأن هذه المدينة تهدف لحماية المدنيين، قائلاً: "لا أصدق ذلك، عندما تبني مخيمًا لحشر نصف سكان غزة، فإن الغرض ليس الحماية بل التهجير".
وأكد أن ما تقوم به إسرائيل حالياً يرقى إلى جرائم حرب في غزة والضفة، محذرًا من أن بناء المخيم سيمثل تصعيدًا خطيرًا في وتيرة الانتهاكات.
عنف المستوطنين في الضفة: "فظائع لا تُغتفر"
وفي سياق متصل، أشار أولمرت إلى أن الاعتداءات المتزايدة للمستوطنين في الضفة الغربية، والتي تُنفذ تحت حماية رسمية، تعد أيضًا جرائم حرب بشعة.
وقال: "يُطلق على هؤلاء اسم 'شباب التلال'، لكني أفضل تسميتهم بـ'فظائع التلال'".
وأضاف أن ما يحدث من هجمات منظمة لا يمكن أن يتم "دون دعم مباشر من السلطات الإسرائيلية".
واقع ميداني كارثي: غزة والضفة تحت النار
منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا شاملة على قطاع غزة، وصفتها منظمات حقوقية ومؤسسات دولية بـ**"الإبادة الجماعية"**، في ظل تجاهل للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية.
وبحسب بيانات فلسطينية، أدت هذه الحرب إلى استشهاد وإصابة أكثر من 196 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى نزوح مئات الآلاف وانتشار المجاعة.
وفي الضفة الغربية والقدس، أسفر التصعيد الإسرائيلي عن استشهاد ما لا يقل عن 998 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7000 آخرين، إلى جانب اعتقال أكثر من 18 ألف فلسطيني.
تصريحات أولمرت تكشف عن صدع داخلي عميق في المؤسسة الإسرائيلية بشأن سياسات الحكومة الحالية تجاه الفلسطينيين، وتؤكد ما دأب المجتمع الدولي على التحذير منه: أن ما يحدث في غزة والضفة ليس مجرد نزاع، بل سياسة تهجير واضطهاد منظم، قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

.jpg)






