تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

طهران: أجواؤنا آمنة ونرفض استخدام المجال الجوي لأهداف عدوانية

أعلنت السلطات الإيرانية، عن إعادة فتح مجالها الجوي بالكامل أمام الرحلات المدنية والتجارية الدولية، بعد إغلاق جزئي خلال الأيام الماضية نتيجة تحذيرات أمنية متعلقة بالتوتر الإقليمي. وأكدت هيئة الطيران المدني الإيراني أن القرار جاء بعد مراجعة دقيقة للوضع الميداني والتنسيق مع الجهات الأمنية والعسكرية.

وأوضح المتحدث باسم الهيئة أن "إعادة فتح المجال الجوي تعكس استقرار الأوضاع الجوية والأمنية"، مشيرًا إلى أن "طهران لن تسمح بأي حال من الأحوال باستخدام أجوائها من قِبل أطراف تشارك في العدوان على الشعوب المستضعفة، لا سيما في ظل الجرائم المستمرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة".

رسالة ضمنية إلى دول الإقليم: لا نتحمّل مسؤولية دعم الاحتلال

واعتبر مراقبون أن القرار الإيراني يحمل أبعادًا سياسية، إذ يأتي في توقيت بالغ الحساسية تشهد فيه المنطقة تصاعدًا للعدوان الإسرائيلي واستمرار الحصار على الفلسطينيين، وسط محاولات من بعض الدول للضغط على إيران بذريعة دعم فصائل المقاومة.

ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية قوله:

"فتح المجال الجوي لا يعني القبول بأي نشاط ينتهك سيادتنا أو يُستخدم لتقوية أدوات الاحتلال، وعلى الدول الغربية أن تدرك أن سياسات الهيمنة لن تمر من فوق أراضينا."

شركات الطيران ترحّب... وتحذيرات من الاستخدام العسكري

من جانبها، أعربت شركات الطيران الإقليمية والدولية عن ترحيبها بإعادة فتح الأجواء، في ظل الحاجة إلى مسارات جوية أقصر وأكثر كفاءة. إلا أن بعض الجهات العسكرية في إيران شددت على أن "أي محاولة لاستخدام المجال الجوي لأغراض استخباراتية أو هجومية سيتم التصدي لها فورًا".

فيما يعيد هذا القرار تنشيط الملاحة الجوية في منطقة معقدة جيوسياسيًا، فإنه يعكس أيضًا موقفًا مبدئيًا من إيران برفض التواطؤ مع العدوان الذي يشنّه الكيان الصهيوني على شعوب المنطقة، وتأكيدها على أن أجواءها ليست ممرًا للهيمنة، بل حق سيادي تُمارسه وفق رؤيتها الخاصة للأمن الإقليمي.