إيران تهدد ترامب: تصعيد متبادل وضغوط اقتصادية تتصاعد مع اتساع رقعة المواجهة

profile
  • clock 23 يونيو 2025, 8:31:54 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

وجّهت إيران تحذيرًا صارمًا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفة إياه بـ"المقامر"، متوعدة بإنهاء الحرب التي تقول واشنطن وتل أبيب إنها بدأتها. وقال إبراهيم ذو الفقاري، المتحدث باسم مقر "خاتم الأنبياء" المركزي للقوات المسلحة الإيرانية، إن الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية جعل من القوات الأمريكية أهدافًا مشروعة بالكامل. وأضاف، في مقطع فيديو مسجّل ختمه بالإنجليزية: "السيد ترامب، المقامر... قد تبدأ هذه الحرب، لكن نحن من سينهيها".

إيران وإسرائيل تتبادلان الضربات

جاء تصريح زلفقاري في وقت تتصاعد فيه وتيرة التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، مع تحوّل المواجهة إلى تبادل صريح للضربات الجوية والصاروخية. ويأتي هذا التصعيد عقب الهجوم الأمريكي المفاجئ على مواقع نووية إيرانية نهاية الأسبوع الماضي، وهو الهجوم الذي ألمح ترامب إلى أنه قد يكون مقدمة لإسقاط النظام الإيراني. وفيما لا تزال تفاصيل حجم الضرر غير مؤكدة، فإن صورًا من أقمار صناعية تجارية أشارت إلى دمار واسع في منشأة "فوردو" النووية الواقعة تحت الأرض، حيث يُحتمل أن تكون أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم قد دُمرت.

ترامب يفاخر بالضربة

وفي منشور له على منصته "تروث سوشيال"، تفاخر ترامب بنتائج الضربة، قائلاً: "تم إلحاق ضرر هائل بجميع المواقع النووية في إيران... وكان أكبر الضرر على عمق كبير تحت الأرض. إصابة مباشرة!". لكنه في الوقت نفسه دعا إيران إلى الامتناع عن الرد، محذرًا من أن أي رد فعل سيقابل بهجمات أشد "وأكثر سهولة".

تفاصيل الهجوم الأمريكي

وبحسب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال دان كين، فإن الجيش الأمريكي استخدم 75 قنبلة موجهة بدقة، شملت قنابل خارقة للتحصينات، وأكثر من 24 صاروخ توماهوك، واستهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية. لكن حتى الآن، لم يتم التأكد من مدى تأثير هذه الضربات تحت الأرض، إذ أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، أنه لم تُسجل زيادة في مستويات الإشعاع خارج المواقع المستهدفة، ولا يمكن حالياً تقييم الأضرار في العمق.

إيران تحتفظ بخياراتها

رغم إطلاق إيران وابلاً من الصواريخ باتجاه إسرائيل كرد أولي، ما أدى إلى إصابات واسعة وتدمير مبانٍ في تل أبيب، فإنها حتى الآن لم تستخدم خياراتها الأكثر حساسية. ومن بين تلك الخيارات، ضرب القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة أو عرقلة حركة الملاحة في مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من النفط العالمي. اللجوء إلى هذا الخيار من شأنه أن يفجّر الأسعار عالمياً، ويهدد الاقتصاد الدولي، ويفتح المجال لمواجهة مفتوحة مع الأسطول الخامس الأمريكي المتمركز في البحرين.

أسعار النفط تقفز

التصعيد العسكري الأخير ألقى بظلاله الفورية على الأسواق، حيث قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ يناير الماضي. وسجل خام "برنت" ارتفاعًا قدره 1.11 دولار، بنسبة 1.44%، ليصل إلى 78.12 دولارًا للبرميل، فيما ارتفع خام "غرب تكساس الوسيط" الأمريكي بـ1.08 دولار، بنسبة 1.45%، ليصل إلى 74.87 دولارًا. وهو ما يعكس القلق العالمي المتزايد من اتساع رقعة الحرب، وتحوّلها إلى أزمة اقتصادية كبرى إذا ما تم استهداف المضائق الحيوية أو البنى التحتية النفطية في المنطقة.

مواجهة مفتوحة تلوح بالأفق

المشهد الإقليمي يبدو مفتوحًا على جميع السيناريوهات، من تصعيد محدود ومؤقت، إلى انزلاق تدريجي نحو مواجهة مفتوحة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى. ومع احتفاظ طهران بخيارات عسكرية واقتصادية استراتيجية، وإصرار إدارة ترامب على استخدام القوة كأداة ضغط قصوى، تدخل المنطقة مرحلة شديدة الخطورة قد تعيد تشكيل موازين القوة فيها لسنوات قادمة.

التعليقات (0)