-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
إيران تراقب نقل نظام باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا
رسالة تصعيد أم تهدئة؟
إيران تراقب نقل نظام باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا
-
6 مايو 2025, 2:09:45 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أكد مسؤول أمريكي، يوم الاثنين، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعتزم نقل نظام الدفاع الجوي باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا بعد إخضاعه للصيانة والتجديد. وقد سبق أن كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن هذه الخطوة، ووصفتها بأنها إشارة دعم لكييف، خصوصًا بعد لقاء ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشهر الماضي في الفاتيكان بروما، في محاولة لتصحيح العلاقة المتوترة بين الطرفين، بحسب موقع ميدل إيست آي.
يأتي هذا التحرك في ظل تصاعد الانتقادات التي يوجهها ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبعد اتفاق أمريكي أوكراني مرتقب بشأن المعادن النادرة، ما يعزز التحالف بين واشنطن وكييف في وجه موسكو.
ما وراء الدعم: رسائل مبطنة لطهران
لكن بحسب مسؤول أمريكي حالي وآخر سابق تحدثا لموقع ميدل إيست آي، فإن خطوة نقل نظام الباتريوت قد تحمل في طياتها رسالة غير مباشرة إلى إيران مفادها أن واشنطن تسعى إلى تهدئة التوترات في المنطقة، في وقت تستمر فيه المحادثات النووية.
وبحسب نيويورك تايمز، فإن الصفقة لنقل الباتريوت تم الاتفاق عليها مع إسرائيل في أيلول/سبتمبر الماضي خلال ولاية إدارة بايدن، لكنها ظلت بحاجة إلى موافقة إدارة ترامب، وهو ما تم مؤخرًا.
أهمية نظام باتريوت وخلفيات إعادة توزيعه
يُعد نظام الباتريوت أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي قيمةً وتقدمًا، وتديره الولايات المتحدة وتوفره لحلفائها حول العالم. وكان قد جرى نقل أحد هذه الأنظمة الشهر الماضي من آسيا إلى الشرق الأوسط وسط تصاعد التوتر مع إيران.
لكن هذه المرة، يأتي سحب النظام من إسرائيل بينما تعيد وزارة الدفاع الأمريكية النظر في القدرات الدفاعية الجوية لتل أبيب، لا سيما بعد أن أصاب صاروخ باليستي حوثي ساحة لوقوف السيارات قرب المبنى رقم 3 في مطار بن غوريون بتل أبيب، في ضربة شكّلت صدمة للداخل الإسرائيلي.
الهجوم كشف هشاشة في دفاعات إسرائيل الجوية، رغم ما يوصف به النظام من تطور. فبحسب المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، فشلت منظومة "آرو 3" المتقدمة ونظام "ثاد" الأمريكي في اعتراض الصاروخ اليمني.
وقد ردّت إسرائيل على الهجوم عبر شن تسع غارات جوية على مدينة الحديدة في اليمن، بحلول وقت نشر التقرير.
كيف فشل النظام الدفاعي الإسرائيلي؟
حتى اللحظة، لا يزال الغموض يكتنف كيفية تجاوز الصاروخ الحوثي للأنظمة الدفاعية والوصول إلى مطار بن غوريون. وتُعد منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة الطبقات، وتحظى بتمويل أمريكي سخي.
فمنظومة "آرو" مصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية على ارتفاعات شاهقة، فيما تعترض "القبة الحديدية" المقذوفات قصيرة المدى، وتقوم "مقلاع داوود" باعتراض الصواريخ متوسطة المدى.
وتُستخدم "آرو 2" لاعتراض الصواريخ الجوية بعيدة المدى، مثل تلك التي يُعتقد أن إيران وحزب الله قادران على إطلاقها. أما "آرو 3"، فتختص باعتراض الصواريخ التي تحلّق خارج الغلاف الجوي.
ورغم اكتمال التمويل العسكري الخارجي لإسرائيل هذا العام، فإن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين يؤكدون ضرورة توصل إدارة ترامب إلى حزمة تمويل جديدة لإسرائيل بحلول نهاية 2025.
تقليل الاعتماد على الباتريوت الأمريكي
من جهة أخرى، تحاول إسرائيل تقليل اعتمادها على منظومة الباتريوت الأمريكية، حيث أعلنت قواتها الجوية في شباط/فبراير الماضي عن تقليص استخدامها، والبدء بتحويل الطواقم للعمل على منظومة "القبة الحديدية" المطورة محليًا.
ومع ذلك، تبقى منظومة باتريوت محطّ تنافس شرس بين الحلفاء الأمريكيين، حيث تُعد تحركات الباتريوت مؤشرًا مهمًا على أولويات واشنطن، بل وتُقرأ أحيانًا كرسائل سياسية في العلاقات الثنائية.
تكرار نمط أمريكي سابق مع السعودية
ما يحدث اليوم يُذكّر بتجربة سابقة، حين كشفت وول ستريت جورنال أن إدارة بايدن سحبت منظومات باتريوت واعتراضاتها الصاروخية من السعودية خلال ربيع وصيف 2021، في محاولة لإنهاء الحرب التي تقودها الرياض ضد الحوثيين في اليمن، بعد توجيه انتقادات علنية للمملكة بسبب قضايا حقوق الإنسان.
لكن لاحقًا، في مارس 2022، أعادت واشنطن تزويد السعودية بصواريخ اعتراض الباتريوت، قبيل زيارة بايدن، في مسعى لتطبيع العلاقات من جديد.
ترامب وإسرائيل وإيران: معادلة معقدة
في الوقت الذي منحت فيه إدارة ترامب الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة عدوانها على غزة، بعد انهيار وقف إطلاق النار القصير في مارس، وسرّعت بتسليم شحنات أسلحة مؤجلة، تبقى العلاقة بين الطرفين متوترة على خلفية الموقف من إيران.
إذ يسعى ترامب حاليًا للتوصل إلى اتفاق نووي مع طهران، وهو مسعى يحظى بدعم التيار الانعزالي "أمريكا أولاً"، لكنه يلقى انتقادات من الجمهوريين التقليديين المؤيدين لإسرائيل.
ومما زاد التوتر، ما كشفته واشنطن بوست عن إقالة ترامب لمستشاره السابق للأمن القومي، مايك والتز، جزئيًا بسبب اجتماعاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة سيناريو محتمل للهجوم على إيران.
وكان من المفترض أن يُعيّن والتز سفيرًا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، لكن عزله يعكس حجم التعقيد في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، وسط معركة النفوذ الإقليمي وسعي ترامب لترك بصمته في السياسة الخارجية الأمريكية.









