تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

تصريحات عسكرية تكشف حجم التوغل وتؤكد استمرار الحملة

أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، اليوم الأربعاء، أن قواته باتت تسيطر على نحو 75% من مساحة قطاع غزة، في مؤشر واضح على حجم التوغل العسكري الجاري منذ أشهر، ضمن الحملة التي يصفها الجيش بأنها "الأوسع في تاريخ المواجهات مع الفصائل الفلسطينية".

وقال زامير في مؤتمر صحفي عقده في مقر القيادة العسكرية بتل أبيب:

"نحن الآن نسيطر على ثلاثة أرباع القطاع، ونتقدم بشكل مدروس نحو المناطق المتبقية... العمليات لن تتوقف حتى تحقيق كامل الأهداف العسكرية."

وأضاف أن الجيش يعمل على "تفكيك البنية التحتية للمقاومة"، مشيرًا إلى أن "المرحلة الحالية تتطلب صبرًا وتنسيقًا عاليًا بين الوحدات الميدانية والاستخباراتية".

المقاومة: السيطرة لا تعني الحسم

في المقابل، أكدت مصادر في المقاومة الفلسطينية أن الحديث عن السيطرة الميدانية لا يعكس الواقع الحقيقي على الأرض، مشيرة إلى أن "الاشتباكات لا تزال مستمرة في عدة محاور، وأن القوات الإسرائيلية تواجه مقاومة شرسة في المناطق التي تدّعي السيطرة عليها".

وقال مصدر في غرفة العمليات المشتركة للفصائل:

"العدوان الصهيوني قد يكون نجح في التوغل، لكنه فشل في كسر إرادة المقاومة... غزة لن تُكسر بالخرائط العسكرية."

أبعاد إنسانية كارثية وسط استمرار العدوان

تأتي تصريحات زامير في وقت تُسجّل فيه أرقام صادمة عن حجم الدمار والضحايا المدنيين في القطاع، حيث تشير تقارير أممية إلى أن أكثر من 60% من البنية التحتية المدنية قد تضررت، فيما يعيش مئات الآلاف من السكان في ظروف إنسانية قاسية.

وتُواصل المنظمات الحقوقية الدولية توجيه انتقادات حادة لـ الكيان الصهيوني بسبب استمرار العدوان على غزة واستهداف المناطق السكنية والمرافق الحيوية، وسط دعوات متكررة لوقف العمليات العسكرية وفتح ممرات إنسانية عاجلة.

تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي تكشف حجم التوغل العسكري في غزة، لكنها في الوقت ذاته تُسلّط الضوء على فشل الحسم السياسي والعسكري رغم السيطرة الميدانية. وبين الخرائط العسكرية وصمود المقاومة، يبقى القطاع تحت نيران العدوان، فيما يُطالب المجتمع الدولي بوقف فوري لهذه الحملة التي يدفع ثمنها المدنيون يوميًا.