إرهاب المستوطنين: شهيدان في سنجل أحدهما أمريكي الجنسية

profile
  • clock 12 يوليو 2025, 9:27:13 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

أكدت مصادر فلسطينية أن أحد الشهيدين الذين قُتلا على يد مستوطنين إسرائيليين شمال رام الله يحمل الجنسية الأمريكية، في جريمة جديدة تسلّط الضوء على العنف الاستيطاني المتصاعد في الضفة الغربية، وسط صمت أمريكي رسمي وتحركات إسرائيلية متواصلة لفرض واقع استيطاني بالقوة.

تفاصيل الجريمة

وأفادت المصادر بأن الشاب سيف الله كامل مسلّط (23 عامًا) استشهد أمس الجمعة إثر تعرضه لضرب مبرح من قبل مجموعة مستوطنين في بلدة سنجل شمال رام الله. في الوقت نفسه، استُشهد الشاب محمد الشلبي (23 عامًا) في البلدة نفسها بعدما أطلق عليه مستوطنون النار بشكل مباشر، في هجوم منظم جرى بحماية قوات الاحتلال، بحسب شهود عيان.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن مسلّط وُلد في بورت شارلوت بولاية فلوريدا الأمريكية، وكان قد سافر في يونيو الماضي لزيارة عائلته في قرية المزرعة الشرقية شمال شرق رام الله.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية لقناة الجزيرة إنها على علم بتقارير عن وفاة مواطن أمريكي في الضفة الغربية، لكنها رفضت تقديم أي تفاصيل إضافية "احترامًا لخصوصية الأسرة"، مكتفية بتكرار عبارتها التقليدية بأن "لا أولوية لدينا أعلى من سلامة وأمن المواطنين الأمريكيين في الخارج".

هجوم منظم على سنجل

في المقابل، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الهجوم الذي شنّه مستوطنون مسلحون على بلدة سنجل أدى إلى إصابة 40 فلسطينيًا خلال مواجهات عنيفة في المناطق الواقعة بين بلدتي سنجل والمزرعة الشرقية.

وأشارت مصادر محلية إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي وفرت الغطاء والحماية للمستوطنين أثناء اقتحامهم البلدة واعتدائهم على السكان، ومنعت الطواقم الطبية من الوصول إلى شبان فلسطينيين كانوا محاصرين في الأحراج المحيطة بالبلدة، ما ضاعف من معاناتهم وأخّر إسعافهم.

جهود إنقاذ صعبة

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنها تعاملت مع مصابين بجروح في الرأس جراء اعتداءات المستوطنين، وقامت بنقل عدد من الجرحى إلى المستشفى للعلاج.

أما الشهيد محمد الشلبي، فقد عُثر عليه بعد ساعات من البحث في محيط البلدة، وتبيّن أنه فارق الحياة إثر إصابته برصاصة في الصدر، في جريمة تؤكد وحشية الاعتداء وطبيعته القاتلة المتعمدة.

إدانات فلسطينية

في سياق ردود الفعل، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة الهجوم الدموي على سنجل، واعتبرته دليلاً إضافيًا على "نهج الاحتلال الاستئصالي" ومخططاته الرامية إلى تهجير الفلسطينيين وتقويض وجودهم على أرضهم.

وفي جنوب الضفة الغربية، وتحديدًا في محافظة الخليل، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة فلسطينيين اثنين برضوض إثر اعتداء شنه مستوطنون على قرية سوسيا.

وقالت مصادر محلية لقناة الجزيرة إن مجموعة من المستوطنين هاجمت مساكن الفلسطينيين في القرية، ما أدى إلى إصابة اثنين من الأهالي أثناء محاولتهم التصدي للاعتداء.

موجة عنف مستمرة

يأتي تصاعد هجمات المستوطنين في سياق سياسة إسرائيلية ممنهجة لتوسيع المستوطنات وتهجير الفلسطينيين قسرًا، وهي هجمات تصاعدت بشكل خاص منذ عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر 2023.

وتفيد الإحصاءات بأن هذه الهجمات ليست حوادث معزولة بل جزء من استراتيجية توسعية مدعومة رسميًا، وغالبًا ما تتم تحت حماية جيش الاحتلال، الذي يسهّل تحركات المستوطنين، بل ويمنع أحيانًا إسعاف المصابين الفلسطينيين.

اقتحامات ليلية متجددة

في موازاة ذلك، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها الليلية في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، حيث اقتحمت الليلة الماضية الحي الشرقي بمدينة جنين شمالي الضفة واعتقلت شابًا، إلى جانب اقتحامات أخرى لأطراف مخيم الأمعري بمدينة رام الله.

كما شهدت بلدات حلحول والسموع في محافظة الخليل عمليات اقتحام واسعة، إضافة إلى بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، ما يؤكد استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية للسيطرة الأمنية وإرهاب السكان المدنيين.

حصيلة دموية منذ الحرب

يُذكر أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، امتدت الاعتداءات الإسرائيلية إلى الضفة الغربية بوتيرة متصاعدة، وأسفرت عن استشهاد 996 فلسطينيًا على الأقل وإصابة ما لا يقل عن 7000 آخرين، إلى جانب اعتقال أكثر من 18 ألف فلسطيني في حملات اعتقال جماعية تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإرغامه على الخضوع للاحتلال.

التعليقات (0)