-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
أطباء بلا حدود تحذر: غزة تواجه أسوأ موجات التجويع في تاريخها
وسط حصار خانق وصمت دولي
أطباء بلا حدود تحذر: غزة تواجه أسوأ موجات التجويع في تاريخها
-
12 يوليو 2025, 9:10:13 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
أطلقت منظمة أطباء بلا حدود تحذيرًا شديد اللهجة، أمس الجمعة، معلنة تسجيل أعلى عدد لحالات سوء التغذية الحاد منذ بدء عملها في قطاع غزة، في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية مدمرة، بدعم وتواطؤ غربي وأمريكي مكشوف، وسط خذلان عربي وإسلامي مخزٍ يعجز عن إجبار الاحتلال على فتح المعابر وتسهيل دخول الغذاء والدواء.
أسوأ أزمة غذائية
قالت المنظمة في بيان رسمي إنها رصدت أكثر من 700 امرأة حامل ومرضعة ونحو 500 طفل يعانون من سوء تغذية حاد أو متوسط، في مراكز التغذية العلاجية الخارجية التابعة لها في القطاع المنكوب. وأكدت أن تدفق الغذاء والإمدادات الطبية بشكل عاجل ومستدام "أمر ضروري للغاية" لإنقاذ أرواح المدنيين، محذرة من كارثة إنسانية متعمدة التصميم.
محمد أبو مغيصيب، نائب المنسق الطبي للمنظمة في غزة، وصف الموقف بالغير مسبوق، قائلا: «هذه أول مرة نشهد فيها هذا الحجم من حالات سوء التغذية في غزة». وأكد أن ما يحدث هو «تجويع متعمد» يمكن إيقافه على الفور، لو سمحت السلطات الإسرائيلية بإدخال الغذاء والدواء على نطاق واسع.
أبو مغيصيب أشار إلى أن هذه الكارثة الإنسانية ليست نتيجة ظرف طارئ بل هي ثمرة «خيارات متعمدة ومحسوبة» من قبل سلطات الاحتلال التي تقلص دخول الغذاء، وتتحكم في آليات التوزيع، وتدمر عمداً قدرة غزة على إنتاج غذائها المحلي.
انهيار البنية التحتية
وأضافت أطباء بلا حدود أن البنية التحتية في قطاع غزة انهارت بالكامل تقريبًا. وأدى التدمير الشامل إلى تلوث المياه بالصرف الصحي، فيما تمنع القيود الإسرائيلية على دخول الوقود تشغيل محطات تنقية المياه، ما حرم الأهالي من مياه نظيفة، وعمق من ظروف العيش المزرية في المخيمات المكتظة.
هذا الواقع المأساوي أدى إلى إضعاف مناعة السكان وجعلهم عرضة للأمراض، خصوصًا النساء الحوامل والأطفال. وفي هذا السياق، قالت الطبيبة جوان بيري من المنظمة: «بسبب سوء التغذية المنتشر بين النساء الحوامل ورداءة خدمات المياه والصرف الصحي، يولد العديد من الأطفال قبل أوانهم»، مضيفة أن وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى الهلال أصبحت مكتظة إلى حد مشاركة 4 إلى 5 أطفال حاضنة واحدة.
أمهات يتوسلن من أجل الطعام
بيري وصفت الوضع في غزة بالكارثي، قائلة: «هذه زيارتي الثالثة إلى غزة، ولم أرَ شيئا كهذا من قبل. الأمهات يطلبن مني طعامًا لأطفالهن». وأضافت أن بعض النساء الحوامل في الشهر السادس لا يتجاوز وزنهن 40 كيلوغرامًا، ما يعكس مستوى الجوع المدمر الذي اجتاح القطاع وتخطى كل حدود الأزمة الإنسانية.
المنظمة دعت بشكل عاجل إلى وصول دعم إنساني غير مشروط وتدفق مستدام للغذاء والمساعدات الطبية، وشددت على ضرورة حماية المدنيين من الجوع والإهمال المتعمد الذي يرقى إلى جريمة حرب.
أرقام صادمة للضحايا
يأتي هذا التحذير في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الدموي على غزة، والذي استأنف منذ مارس الماضي بشكل أعنف، حيث أسفر وفق بيانات وزارة الصحة في غزة عن استشهاد أكثر من 7300 فلسطيني وإصابة ما يقرب من 26 ألفًا.
ومن بين الشهداء نحو 800 شخص من المدنيين الجوعى، الذين قتلوا بدم بارد قرب مراكز توزيع المساعدات التي حولها الاحتلال إلى «مصايد موت»، وفق وصف مسؤولين أمميين.
حرب إبادة مستمرة
يُذكر أن إسرائيل، بدعم أمريكي مباشر وتواطؤ غربي صريح، تواصل منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية في غزة، خلفت حتى الآن أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة وسط ركام منازلهم وآمالهم المحطمة.
ويستمر هذا العدوان الوحشي في ظل صمت وتخاذل عربي وإسلامي رسمي، يعجز عن توفير الحماية لأبسط حقوق الفلسطينيين في الغذاء والدواء والحياة، فيما يستمر الغرب في تزويد الاحتلال بالأسلحة والغطاء السياسي، ليزيد من معاناة المحاصَرين ويعمق جراحهم المفتوحة.








