تكبير الخط تصغير الخط

دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ700 في ظل مأساة إنسانية متفاقمة لم يعرف لها الفلسطينيون مثيلًا في تاريخهم الحديث، حيث تتكشف يومًا بعد آخر أرقام صادمة تعكس حجم الكارثة التي صنعها الاحتلال عبر حرب الإبادة والحصار والتجويع الممنهج.

وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم السبت، إن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 64,368 شهيدًا غالبيتهم من الأطفال والنساء منذ السابع من أكتوبر 2023، فيما تجاوز عدد الجرحى 162,367 إصابة، في وقت ما يزال مئات الضحايا تحت الأنقاض دون قدرة فرق الإسعاف والإنقاذ على الوصول إليهم بسبب استمرار القصف وغياب المعدات اللازمة.

وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، وصل إلى المستشفيات 68 شهيدًا بينهم ثمانية تم انتشالهم من تحت الركام، إضافة إلى 362 مصابًا. ومنذ خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي، ارتفع عدد الشهداء إلى 11,828، والإصابات إلى أكثر من 50,326، في مؤشر على عودة الحرب إلى أشد مراحلها دموية.

وإلى جانب القصف والقتل المباشر، يواجه سكان غزة حربًا لا تقل قسوة تتمثل في التجويع الممنهج. فقد سجّلت مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية 6 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، إحداها لطفل، ليرتفع العدد الإجمالي لوفيات الجوع إلى 382 وفاة، بينهم 135 طفلًا.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن المأساة الإنسانية تتسع مع وصول أعداد ضخمة من حالات سوء التغذية إلى المستشفيات يوميًا، حيث يعاني نحو 900 ألف طفل من الجوع، بينهم 70 ألفًا دخلوا مرحلة سوء التغذية الحاد، في ظل عجز المستشفيات عن توفير الغذاء والدواء والعلاج اللازم لهم.

وفي مشهد آخر من فصول المأساة، يتعرض المدنيون الباحثون عن لقمة العيش للاستهداف المباشر من قوات الاحتلال، إذ سجّلت الوزارة خلال الساعات الأخيرة 23 شهيدًا جديدًا و143 إصابة جراء استهداف نقاط توزيع المساعدات، ليرتفع إجمالي ضحايا "شهداء المساعدات" إلى 2,385 شهيدًا و17,577 إصابة منذ بدء الحرب.

بهذا المشهد القاتم، تتجلى حقيقة العدوان الإسرائيلي بعد مرور 700 يوم: مجازر متواصلة، حصار خانق، ومجاعة تضرب الأطفال قبل غيرهم، في وقت يواصل العالم صمته أمام جريمة إبادة جماعية تزداد اتساعًا كل يوم.