-
℃ 11 تركيا
-
14 سبتمبر 2025
أمهات وآباء الأسرى يتهمون نتنياهو بقتل آمال التبادل ويطالبون بضغط شعبي ودولي لعودة أبنائهم
أمهات وآباء الأسرى يتهمون نتنياهو بقتل آمال التبادل ويطالبون بضغط شعبي ودولي لعودة أبنائهم
-
14 سبتمبر 2025, 10:49:23 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
هاجمت عائلات الأسرى الإسرائيليين، صباح السبت، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متهمين إياه بأنه يعمد عمداً إلى إقفال آفاق التوصل إلى اتفاق يحرر الرهائن من أنفاق حماس في قطاع غزة. وأعربت عيناف تسنغاوكر، والدة الأسير ماتان، عن مرارةٍ عميقة وهي تقول إن يومًا بعد يوم يمر أبناؤهم في الأسر، مؤكدة أن اليوم هو اليوم 708 الذي يقضيه أحباؤهم في ظروف القيد والظلام، مطالبةً بمساءلة سياسية مباشرة لنتنياهو عن قراراته التي تراها مهدّدة لحياة الرهائن. وأضافت أن ما رأتْه خلال الأسبوع الأخير من “محاولات اغتيال” لوفد تفاوضي كان يجلس لمناقشة صفقة تبادل يعكس بوضوح سلوكًا يضرب فرص العائلات في استعادة أولادها، وتساءلت بصوتٍ مرتفع عن من سيحاسب على هذا الخسَف الوطنيّ في مسألة حياة رهائن أبرياء.
في خطابهما الحاد، حملت الأهل نتنياهو مسؤولية تحويل كل تقدّم تفاوضي إلى هدفٍ عسكري، وقالت الأم إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار بنفسه إلى نمطٍ متكرر تقوده إسرائيل يقضي بتقويض أي تقدم تفاوضي عبر عمليات عسكرية مباغتة. وبهذا التصريح تطرح الأمهات والآباء سؤالًا أخلاقيًا وسياسيًا: لماذا تُضحى حياة بشرية ثمينة بمؤامرات سياسية أو حسابات قصيرة المدى؟ إن الاتهامات لا تقتصر على النقد بل تصل إلى وصف سلوك الحكومة بأنه “خيانة للرهائن” حينما تُقدّم مناورات السلطة السياسية فوق مصلحة إنقاذ الأسرى.
صرخات الآباء والأمهات
قال إيتسيك هورن، والد الأسير إيتان، بصوتٍ متهدج إن قرارًا واحدًا اتخذته مجموعة من "المختلين" داخل المجلس الوزاري كان كافيًا ليعرض حياة ابنه وغيره للخطر، متهمًا الحكومة بأنها تبذل ما بوسعها لإجهاض آمال الإفراج عن الرهائن. ووجه الأب مناشدة إنسانية لنتنياهو طالبًا لقاءً وجهًا لوجه، أبًا أمام أب، دون تسريبات إعلامية أو حروب بيانات، طالبًا إجابةً واحدة فقط: لو كان أولاد نتنياهو من بين الأسرى، هل كانوا سيبقون 700 يوم في الأنفاق؟ هذا السؤال، الذي كرره باكياً، يرمي إلى قلب المعركة من خطابٍ أمني إلى سؤال أخلاقي عن قيمة حياة المواطنين جميعًا أمام صانعي القرار.
ومع تكرار نداءات الأهل، عجزت الحكومة عن تقديم إجابات مريحة للعائلات، فزاد الاحتقان الشعبي الداخلي في إسرائيل وبرزت رغبة لدى الأهل في كسر الصمت الرسمي عبر صرخاتٍ علنية ومطالباتٍ باحتجاجاتٍ واسعة. هؤلاء يرون أن كل يوم إضافي في الأسر هو فشل سياسي وأخلاقي، وأن الطائرات والعمليات العسكرية التي تُعلنها الحكومة أصبحت بدلاً من أن تُحرر رهائنٍ أن تُبقيهم في جحيم عجز المجتمع عن حمايتهم.
نداء موجه لترامب وأمريكا
توجّه عمري ليفشيتس بخطابٍ مباشر إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالبًا تدخلًا فوريًا وفرض ضغط على نتنياهو لإيقاف ما وصفه بـ"التخريب المتعمد" لمسارات التفاوض. ولفت إلى أن الولايات المتحدة، بصفتها الحليف الأساسي لإسرائيل، تملك قدرة حاسمة على الدفع نحو اتفاق شامل يضمن تحرير الرهائن وإنهاء الحرب، داعيًا واشنطن إلى أن تكون حازمة وأن تمنع تكرار عملية إفشال أي تفاوض ترى أنها في طريقه للتقدّم. وأضاف أن استمرار الحرب يضر بمصالح البلدين معا، وأن ثمة إجماعًا شعبيًا إسرائيليًا واسعًا على أن الحل السياسي والضغط الدولي مطلوبان الآن أكثر من أي وقت مضى.
وربط المتحدث مصير التهدئة بقدرة الضغوط الأمريكية على كبح جماح قراراتٍ إسرائيلية أحادية، مؤكدًا أن المجتمع الإسرائيلي مرهق وأن البديل عن الحل التفاوضي هو مزيد من المعاناة للرهائن وللعائلات وللبلاد بأسرها. ومن هذا المنطلق رفع الأهل أصواتهم إلى مستوىٍ دولي طالبين ألا تترك الولايات المتحدة الساحة لقادةٍ يفضّلون الدمار السياسي على إنقاذ الأرواح.
دعوة للاحتجاج الشعبي
أما زامير حاييمي، عمّ الأسير القتيل طال حاييمي، فكان خطابه تحريضيًا على نوعٍ من الضغط الشعبيّ المنظم، داعيًا المواطنين إلى النزول إلى الشوارع والمشاركة في مسيرات ومظاهرات واسعة تنادي بإطلاق سراح الأسرى. وصرّح بأن الحكومة قد تخلّت فعلاً عن واجبها في الدفاع عن حياة جنودها ومواطنيها، وأن الضغط الشعبي هو الوسيلة الوحيدة القادرة على دفعها نحو اتفاق شامل. وأكد أن هذا ليس نداءًا عاطفيًا فحسب، بل استراتيجية عملية لإنقاذ حياة بشرية ومنع ضياع جثثٍ التعسف في ظروفٍ منقوصة من الكرامة.
ودعا المتحدثون العائلات والمواطنين للتجمع في “ساحة الرهائن” والمشاركة في التحركات الاحتجاجية المتزامنة في أنحاء البلاد، معتبرين أن التعبئة الشعبية هي السبيل الوحيد لكسر جدار الصمت الرسمي وفرض أفقٍ تفاوضي جديد يفضي إلى حرية الأسرى ووقف دوامة العنف. وختموا نداءهم بأن الوقت قد نفد وأن كل يوم تأخير يزيد من ثمن الإنسانية الذي قد لا تطيقه نفوس الآباء والأمهات وأبناء الشعب.









