-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
أطفال تحت الرماد.. حينما تقاوم الأجنة في غزة القتل الجماعي وتولد رغم القصف (قصص إنسانية وإحصائيات)
أطفال تحت الرماد.. حينما تقاوم الأجنة في غزة القتل الجماعي وتولد رغم القصف (قصص إنسانية وإحصائيات)
-
24 مايو 2025, 8:28:21 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أطفال تحت الرماد.. حينما تقاوم الأجنة في غزة القتل الجماعي وتولد رغم القصف (قصص إنسانية وإحصائيات)
كتب: محمد أبو غالي
وسط الدمار الرهيب للبنية التحتية في غزة والذي شمل المنازل والمستشفيات والمدارس وكافة سبل الحياة المعيشية، لازالت الأجنة في بطون أمهاتهم يقاومون هذا المحتل الغاصب ويصرون على الخروج إلى الحياة في ظل صمت عالمي وتخاذل عربي وتواطئ إنساني رهيب ضدهم وضد أبائهم في القطاع والذي يتعرض منذ أكثر من عام ونصف إلى عملية إبادة وتطهير عريقي ممنهجين من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
في هذا السياق، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن الحصار الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى جانب هجماتها على المرافق الصحية، أدى إلى خلق تهديد خطير يهدد حياة النساء والفتيات أثناء فترات الحمل والولادة وما بعدها منذ بداية النزاع في أكتوبر 2023.
تقرير حقوق النساء الحوامل أثناء النزاع
وجاء في تقرير من 50 صفحة بعنوان "خمسة أطفال في حاضنة واحدة: انتهاكات حقوق النساء الحوامل أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة" أن الحصار غير القانوني المفروض على القطاع، والقيود المشددة على المساعدات الإنسانية، والهجمات على المرافق الطبية والعاملين في القطاع الصحي، أضرت بشكل مباشر بالنساء والفتيات في جميع مراحل الحمل والولادة وما بعدها. وأكد التقرير أن الحكومة الإسرائيلية، بصفتها سلطة احتلال، انتهكت حقوق النساء الحوامل في الحصول على أعلى مستوى ممكن من الرعاية الصحية، بما يشمل الرعاية الكريمة والمناسبة خلال الحمل والولادة وفترة ما بعد الولادة، بالإضافة إلى رعاية الأطفال حديثي الولادة.
تدهور الوضع الصحي للنساء في غزة
وأشارت بلقيس والي، المديرة المشاركة لقسم الأزمات والنزاعات والأسلحة في "هيومن رايتس ووتش"، إلى أن النساء والفتيات في غزة يواجهن فترات حمل في ظل نقص حاد في الرعاية الصحية والمياه والغذاء، مما يعرضهن وأطفالهن لخطر الموت الذي يمكن تجنبه.
مصادر التقرير والمقابلات الميدانية
استند التقرير إلى مقابلات أجريت مع 17 شخصًا بين يونيو/حزيران وديسمبر/كانون الأول 2024، تضمنت ثماني نساء فلسطينيات كن حوامل أثناء النزاع، بالإضافة إلى موظفين طبيين محليين ودوليين يعملون مع منظمات إنسانية في غزة.
تراجع الخدمات الصحية في غزة
حتى يناير 2025، اقتصرت خدمات الطوارئ للتوليد وحديثي الولادة على سبعة مستشفيات من أصل 18 تعمل جزئيًا، وأربعة مستشفيات ميدانية، ومركز صحي مجتمعي واحد، مقارنة بـ 20 منشأة طبية كانت تعمل قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي منتصف يناير، تم التوصل إلى وقف إطلاق نار متعدد المراحل بين السلطات الإسرائيلية و"حماس"، شمل إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة الرهائن الإسرائيليين والإفراج عن سجناء فلسطينيين.
ظروف غير صحية في المرافق الطبية
انخفضت جودة الرعاية الصحية المتوفرة في غزة بشكل كبير، حيث يتم إخراج النساء من المستشفيات المزدحمة بعد ساعات قليلة من الولادة لإفساح المجال للمصابين الآخرين، الذين غالبًا ما يكونون من ضحايا الحرب. وتعمل المرافق الطبية في ظروف غير صحية، تشهد ازدحامًا ونقصًا حادًا في الأدوية والمواد الأساسية.
القوانين الإسرائيلية الجديدة وتأثيرها على المساعدات الإنسانية
وفي تطور يزيد من تفاقم الوضع، أقر الكنيست الإسرائيلي قانونين جديدين في أكتوبر يدخلان حيز التنفيذ في يناير 2025، يمنعان وكالة "الأونروا" من العمل في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة، ويحظران الاتصال بها. هذا القرار يجعل من المستحيل على الوكالة إيصال المساعدات إلى غزة أو الضفة الغربية أو الحصول على تصاريح لموظفيها. وأمرت السلطات الإسرائيلية "الأونروا" بإخلاء منشآتها في القدس الشرقية بحلول 30 يناير 2025، مما يهدد بحرمان مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة من خدمات حيوية مثل المياه والغذاء والمأوى، بما في ذلك النساء الحوامل والأمهات المرضعات.
التهجير القسري وصعوبات الوصول للخدمات الصحية
أدى الهجوم العسكري الإسرائيلي إلى تهجير قسري لأكثر من 90% من سكان غزة، أي حوالي 1.9 مليون فلسطيني، حيث تعرضت النساء لصعوبات كبيرة في الوصول إلى الخدمات الصحية القليلة المتاحة. وأفاد خبراء في صحة الأمومة في يوليو بأن معدلات الإجهاض التلقائي ارتفعت بنسبة تصل إلى 300% منذ 7 أكتوبر 2023، بينما ذكرت "اليونيسف" وفاة ثمانية مواليد بسبب انخفاض حرارة الجسم نتيجة نقص المأوى ودرجات الحرارة الباردة.
وفيات الأطفال وسوء التغذية في غزة
أعلنت منظمة اليونيسف أن وفيات الأطفال أصبحت واقعًا مأساويًا في ظل تفشي سوء التغذية في قطاع غزة، مشيرة إلى وفاة أكثر من عشرة أطفال نتيجة الجفاف وسوء التغذية. وأكدت أديل خُضُر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان صحفي اليوم الأحد، أن شعور الآباء والأطباء بالعجز واليأس أمام عدم القدرة على الوصول إلى المساعدات المنقذة للحياة، رغم قربها الجغرافي، يمثل معاناة لا تحتمل.
صرخات الأطفال ومعاناتهم تحت أنظار العالم
وأضافت خُضُر أن الأكثر إيلامًا هو صرخات الأطفال الذين "يموتون ببطء تحت أنظار العالم"، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ حياة آلاف الأطفال والرضع. وأشارت إلى وجود المزيد من الأطفال الذين يصارعون للبقاء على قيد الحياة في المستشفيات القليلة المتبقية في غزة، خاصة في الشمال، حيث يواجهون صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
النقص الحاد في الموارد وتأثيره على الأطفال والأمهات
وأوضحت أن النقص الحاد في الطعام المغذي والمياه النظيفة والخدمات الطبية هو نتيجة مباشرة للعوائق التي تحول دون وصول المساعدات، مما يؤثر بشكل كبير على الأطفال ويحد من قدرة الأمهات على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية. ووصفت الأوضاع في شمال قطاع غزة بأنها مأساوية، حيث يعاني الأمهات وأطفالهن من الجوع والإرهاق والصدمة، مؤكدة أن القيود المفروضة على المساعدات في الشمال تسهم في ارتفاع عدد الوفيات.
نتائج فحوصات سوء التغذية وتفاوت الأوضاع بين الشمال والجنوب
وأشارت اليونيسف إلى نتائج فحوصات سوء التغذية التي أجرتها في يناير، حيث تبين أن 16% من الأطفال دون سن الثانية في شمال غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، مقارنة بـ5% فقط في جنوب رفح، حيث تتوفر المساعدات بشكل أكبر. وأكدت خُضُر على أهمية تمكين وكالات الإغاثة الإنسانية من تجاوز العقبات لضمان توزيع المساعدات بشكل واسع في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك الشمال، مع توفير ضمانات أمنية لمرور المساعدات دون عراقيل.
تحذيرات من تصاعد الأزمة الإنسانية
وحذرت اليونيسف من تصاعد وفيات الأطفال إذا استمرت الأزمة الإنسانية دون حلول، مشيرة إلى أن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم. وجددت التحذير من حدوث "انفجار وشيك في وفيات الأطفال" إذا لم يتم إنهاء الحرب وحل العقبات التي تعترض جهود الإغاثة الإنسانية بشكل عاجل.
معاناة الأمهات في غزة أثناء الولادة تحت القصف
نشر موقع قناة الحرة تقارير مؤلمة تسلط الضوء على معاناة الأمهات في غزة أثناء الولادة تحت القصف، حيث وصفت بعض الأمهات تجربتهن بأنها أشبه بـ"فيلم رعب". وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" شهادات لأمهات مثل وجيهة الأبيض، البالغة من العمر 29 عامًا، التي وصفت ولادتها بأنها كابوس حقيقي. بدأت انقباضاتها في ساعة متأخرة من الليل وسط شوارع مظلمة وأصوات الطائرات والقصف. انتظرت وصول سيارة الإسعاف لمدة 40 دقيقة، وخلال الطريق عانت من الهزات الناتجة عن الطرق المدمرة.
التوتر والخوف أثناء الولادة
أوضحت الأبيض أن التوتر الذي شعرت به كان أشد من ألم الانقباضات نفسها، خاصة مع غياب زوجها العالق في الإمارات، ووجود والدتها فقط بجانبها. اضطرت لمغادرة منزلها في 14 أكتوبر بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي أكثر من مليون شخص بمغادرة شمال غزة. تحدثت عن تجربتها في المستشفى، حيث أنجبت طفلها أحمد في جناح لم يعد مخصصًا للولادة بسبب الضغط الناتج عن الحرب. وأشارت إلى أن القصف المستمر حول المستشفى دفع الأمهات لإخفاء أطفالهن حديثي الولادة خوفًا من تحطم النوافذ.
رحلة العودة الشاقة بعد الولادة
بعد الولادة، واجهت الأبيض رحلة شاقة للعودة إلى وجهتها، حيث استغرقت أكثر من ثلاث ساعات سيرًا على الأقدام قبل أن تجد وسيلة نقل. قصتها تعبر عن معاناة آلاف النساء في غزة اللواتي يتحملن أعباء الحرب القاسية، سواء بسبب نقص خدمات الرعاية الصحية أو كضحايا للصراع.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، هناك حوالي 50 ألف امرأة حامل في غزة، مع ولادة أكثر من 160 طفلًا يوميًا. المنظمة حذرت من الظروف غير الإنسانية التي تواجهها النساء، حيث يتم توليدهن أحيانًا دون تخدير أو باستخدام ضوء الهواتف المحمولة.
نداء إنساني لإنقاذ الأمهات وأطفالهن
أعربت ليلى بكر، المديرة الإقليمية لوكالة الصحة الجنسية والإنجابية، عن قلقها إزاء حياة الأمهات وأطفالهن في ظل غياب الإنسانية الكاملة في غزة. وأشارت إلى معاناة النساء الحوامل من القلق ونقص الغذاء والماء، إضافة إلى صعوبة الوصول إلى متخصصين صحيين. ودعت العالم للتفكير في وضع المرأة الحامل التي تلد وسط القصف المستمر، دون ماء كافٍ أو حماية.
الخسائر البشرية والمأساة الإنسانية في غزة
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن القصف الإسرائيلي المستمر أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 13,300 فلسطيني، بينهم 5,600 طفل و3,550 امرأة.
وفي المقابل، قُتل حوالي 1,200 إسرائيلي، معظمهم مدنيون، في هجوم حماس في السابع من أكتوبر. كما تم إجلاء 28 طفلًا خدجًا من مستشفى الشفاء إلى مصر لتلقي العلاج، بينما لقي أطفال آخرون مصرعهم بعد توقف الحضانات عن العمل بسبب انهيار الخدمات الطبية.
وأكدت الأمم المتحدة أن ثلثي سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، أصبحوا بلا مأوى.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الوضع بأنه غير مسبوق في أي صراع منذ توليه منصبه.
موقع هيومن رايتس وواتش
موقع الأمم المتحدة “اليونيسيف”
موقع قناة الحرة








