تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكد زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أن الاعتداء الإسرائيلي على سفن أسطول الصمود لن يثني المتضامنين من مواصلة جهودهم الإنسانية لكسر الحصار عن القطاع. وأوضح بيراوي في تصريح اليوم الخميس أن "هناك موجة أخرى من سفن كسر الحصار تتقدم الآن في البحر، ومن المتوقع وصولها خلال أيام قليلة ضمن موجات الحرية المتعاقبة، للضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات الإغاثية لأهالي القطاع".

مظاهرات عالمية تضامنية

جاءت تصريحات بيراوي خلال مظاهرة حاشدة في لندن، امتدت من البرلمان البريطاني إلى مقر الحكومة في داوننغ ستريت، احتجاجًا على الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الصمود، ورفضًا للموقف البريطاني الرسمي من غزة. وأكد أن المظاهرات العالمية في عشرات الدول تمثل "استفتاء واضحًا على حق الفلسطينيين في الحرية دون قيود الاحتلال، وعلى الدعم العالمي المتزايد لحركة كسر الحصار عن غزة".

وأشار بيراوي إلى أن هذه الأنشطة والفعاليات تهدف إلى الضغط على قوات الاحتلال لإنهاء حصار غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين، فضلاً عن تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في القطاع. وأكد أن الجهود الدولية المستمرة تعكس تضامن الشعوب الحرة مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار المفروض منذ سنوات.

تفاصيل أسطول الصمود

وانطلق أسطول الصمود العالمي أواخر أغسطس/آب الماضي من ميناء برشلونة الإسباني، ويضم 44 سفينة تحمل مساعدات غذائية وطبية، وعلى متنها نحو 500 شخص، بينهم برلمانيون ومحامون ونشطاء من أكثر من 40 دولة.

ووفق آخر البيانات، اعترضت البحرية الإسرائيلية حوالي 40 سفينة حتى الآن، فيما تمكنت سفينة واحدة تُدعى "ميكينو" من الاقتراب أكثر نحو قطاع غزة، إذ تفصلها أميال قليلة عن الوصول إلى الشاطئ. بعد عملية الاعتراض، احتجزت قوات الاحتلال مئات المشاركين وقادتهم إلى ميناء أسدود، مشيرة إلى أن "لم تنجح أي من سفن أسطول مساعدات غزة في الوصول إلى القطاع".

وأضافت المصادر أن هناك سفينة واحدة لا تزال بعيدة، وسيجري اعتراضها إذا حاولت انتهاك الحصار، بحسب ما وصفه بيراوي، مؤكدًا أن هذا لن يوقف جهود حركة كسر الحصار عن غزة.

أهمية كسر الحصار

وتأتي هذه التحركات في وقت تصاعدت فيه الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب حصار غزة المستمر منذ سنوات، والاعتداءات المتكررة على المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك الموانئ البحرية. ويؤكد الناشطون أن أي جهود لكسر الحصار تعتبر خطوة أساسية لإيصال المساعدات الإنسانية، وإظهار التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، ولضغط الاحتلال على إنهاء الإجراءات القسرية ضد المدنيين.

التضامن الدولي

أكد بيراوي أن موجات الحرية البحرية المتعاقبة تمثل رسالة واضحة لقوات الاحتلال بأن المجتمع الدولي والشعوب الحرة لن تصمت تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، وأن الدعم العالمي لكسر الحصار عن غزة يتزايد يومًا بعد يوم. وشدد على أن أسطول الصمود يواصل عمله كرمز للتضامن الدولي والشجاعة الإنسانية، رغم المخاطر والاعتداءات.