تمسك المواطنين بالبقاء في المدينة

أزمة المياه والخدمات الأساسية في غزة وتحديات بلدية المدينة

profile
  • clock 21 سبتمبر 2025, 10:28:56 ص
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

أكد المتحدث باسم بلدية غزة أن المدينة تواجه أزمة حقيقية في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها نقص المياه الذي أصبح أحد أبرز التحديات التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين اليومية. وأوضح المسؤول البلدي أن مواطنو غزة يحصلون على 25% فقط من احتياجاتهم اليومية من المياه، ما يضع المدينة أمام أزمة إنسانية وصحية متفاقمة.

أزمة المياه في غزة

تعاني غزة منذ سنوات من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، وهو ما انعكس بشكل واضح على الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين. وأوضح المتحدث باسم بلدية غزة أن المياه المتاحة بالكميات الحالية لا تكفي لتلبية احتياجات السكان، خاصة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وقطع الخدمات الأساسية عن المدينة.

وأضاف أن نقص المياه يفاقم من الأوضاع الصحية والبيئية، حيث يؤدي إلى انتشار الأمراض المرتبطة بالمياه غير الصالحة، ويزيد من صعوبة توفير النظافة الشخصية والممارسات الصحية الأساسية للمواطنين.

تمسك المواطنين بالبقاء في المدينة

على الرغم من التهديدات الإسرائيلية المستمرة والقصف المتواصل، أكد المتحدث أن مئات الآلاف من سكان مدينة غزة يرفضون النزوح، مفضلين البقاء في منازلهم رغم المخاطر. وأوضح أن ذلك يعكس ارتباط السكان بأرضهم ومنازلهم، ورغبتهم في الصمود في وجه العدوان، إلا أن ذلك يزيد من التحديات على الخدمات الأساسية المتوفرة.

وأشار إلى أن استمرار القصف والتهديدات يجعل إدارة الخدمات الأساسية أكثر صعوبة، حيث يزداد الضغط على مرافق المياه والكهرباء والصرف الصحي، في ظل محدودية الموارد المتاحة للبلدية.

خطة الطوارئ لبلدية غزة

لمواجهة نقص المياه، كشفت البلدية عن خطة طوارئ تركز على توفير المياه عبر تجميع مياه الأمطار. وأوضح المتحدث أن هذه الخطة تشمل عدة محاور:

تجميع مياه الأمطار في خزانات ومرافق عامة لتكون متاحة للاستخدام المنزلي والخدمات الأساسية.

توزيع المياه بشكل منظم على الأحياء المتضررة لضمان وصول الاحتياجات الأساسية لكل المواطنين.

التنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية لتوفير المياه والمواد الصحية العاجلة للسكان الأكثر تضررًا.

وأشار المتحدث إلى أن البلدية تعمل بشكل مستمر لتطوير خطة الطوارئ بما يتناسب مع حجم الأزمة، إلا أن التحديات تبقى كبيرة بسبب استمرار القصف وقلة الموارد.

تأثير الأزمة على الحياة اليومية

نقص المياه والخدمات الأساسية يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين اليومية، حيث يواجه السكان صعوبة في تأمين احتياجاتهم الأساسية من مياه الشرب والطهي والتنظيف. وأوضح المسؤول أن الأزمة تؤدي أيضًا إلى زيادة الاعتماد على المصادر البديلة للمياه، مثل المياه المعبأة، التي تكلف الأهالي مبالغ مالية إضافية، وهو ما يفاقم من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في غزة.

كما أكد أن استمرار نقص المياه يزيد من ضغط الصحة العامة في المدينة، ويعرض الأطفال والنساء وكبار السن للخطر، لا سيما مع انتشار الأمراض المرتبطة بنقص المياه النظيفة.

الجهود المبذولة للتخفيف من الأزمة

رغم الصعوبات، تعمل بلدية غزة على تكثيف جهودها لتخفيف الأزمة، عبر:

تنظيم توزيع المياه على المناطق الأكثر احتياجًا.

استخدام تقنيات حديثة لتجميع مياه الأمطار ومعالجتها لتكون صالحة للشرب.

التنسيق مع الجهات الدولية والمحلية لتوفير الدعم العاجل والخدمات الأساسية للمواطنين.

وأشار المتحدث إلى أن هذه الجهود تأتي في ظل الضغط الهائل على الموارد المتاحة، وأن الحل الكامل يتطلب رفع الحصار وتحسين الوصول إلى مصادر المياه المستدامة.

البعد الإنساني للأزمة

تعد أزمة المياه في غزة جزءًا من الأزمة الإنسانية الأوسع التي يعيشها السكان، حيث يجتمع نقص المياه مع نقص الكهرباء والغذاء والرعاية الصحية، ليشكل تحديًا يوميًا أمام حياة المواطنين.

وأكد خبراء أن تحسين الوصول إلى المياه النظيفة ضرورة عاجلة لتجنب انتشار الأمراض والوفيات، وضمان قدرة السكان على الصمود في المدينة رغم الظروف القاسية.

كما حذروا من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى تدهور كبير في الوضع الصحي والبيئي في غزة، ويزيد من الضغط على البنية التحتية المتضررة أصلاً بسبب القصف المستمر.

دعوات للتدخل الدولي

في ظل استمرار الأزمة، دعت البلدية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إلى تدخل عاجل لتوفير المياه والخدمات الأساسية في غزة، وتحميل الجهات المسؤولة عن استمرار الحصار مسؤولية الوضع الإنساني المتفاقم.

وشددت المنظمات على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المواطنين، خاصة في ظل رفض مئات الآلاف النزوح من المدينة رغم الخطر.

التعليقات (0)