-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
آفي أشكنازي: ثلاثة خيارات للخروج من الطريق المسدود
آفي أشكنازي: ثلاثة خيارات للخروج من الطريق المسدود
-
30 يوليو 2025, 8:33:28 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بقلم: آفي أشكنازي
عن "معاريف"
واصلت إسرائيل، أول من أمس، سياسة إغراق قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية. بينما في الجيش الإسرائيلي يحاولون تقليص أضرار حملة التجويع التي تخوضها "حماس"، والتي ألحقت ضرراً جسيماً بمكانة إسرائيل في العالم وضعضعت الشرعية لمواصلة الحرب في أوساط دول عديدة، بما فيها الدول التي تعتبر داعمة لإسرائيل.
إلى جانب إنزال المساعدات من الجو، ونقل قوافل شاحنات، ووقف النار في مناطق معينة في ساعات معينة من اليوم، بدأ الناطق العسكري، العميد إيفي دفرين، ورجاله إلى جانب رجال شعبة الاستخبارات، في هجوم إعلامي هدفه التشكيك بمنشورات "حماس".
وقال آفي أشكنازي، صورة إثر صورة نشرت في الأيام الأخيرة في وسائل الإعلام العالمي تفحص الآن ويحقق فيها من قبل الاستخبارات. بعض الصور تبينت منذ الآن أنها بمثابة أنباء ملفقة.
أحد الأطفال الجوعى مثلاً يسكن منذ أكثر من شهر مع عائلته في إيطاليا، وهو على أي حال يعاني من مرض جيني.
صورة أخرى تبين أنها التقطت في اليمن. في إسرائيل يقولون انه جندت منظومات خاصة، تقترب حتى من حافة علم الخيال، لأجل فحص الوضع في غزة وبلورة صورة دقيقة للمناطق التي يوجد فيها نقص في الغذاء، ومن ضمن هذه المنظومات الذكاء الصناعي الذي يمسح وجوه آلاف الغزيين كل يوم ويحلل إذا كانوا في وضع سوء تغذية وجوع.
في الجيش الإسرائيلي محبطون في ضوء سلوك المستوى السياسي المسؤول، الذي حدد سياسة تقليص إدخال المساعدات قبل أكثر من ثلاثة أشهر.
في الجيش الإسرائيلي يقولون إنهم حذروا المستوى السياسي مما سيأتي، لكن وزراء الكابينيت فضلوا إسكاتهم.
وأضاف في مقاله، في الجيش الإسرائيلي يخشون الآن من أن تكون الوضعية الجديدة تعزز قوة "حماس" التي تفهم أنها نجحت بخطوة تكتيكية في تغيير دينامية الحرب، بل إيقافها فيما أن الخمسين مخطوفاً ومخطوفة لا يزالون في أيديها.
في الجيش الإسرائيلي رأوا في اليومين الأخيرين كيف تراجع المستوى السياسي عن الدعاية في العالم وفي إسرائيل وكيف يطلب من العسكريين الآن الصمود في كل الجبهات: استمرار القتال، إدارة حملة إنسانية، وإدارة الدعاية في العالم.
إلى جانب ذلك في قيادة المنطقة الجنوبية رفعوا إلى المستوى السياسي ثلاثة خيارات للخروج من الطريق المسدود في المفاوضات. الأول: تجميد الوضع كما هو، في ظل تعميق الأعمال في "المناطق" التي يسيطر عليها الجيش.
الهدف: نزع بنى تحتية لـ "حماس" في تلك المناطق. المشكلة: انهاك القوات.
الخيار الثاني هو فرض حصار مشدد وخانق على مدينة غزة، في ظل استخدام المدفعية وأعمال مكثفة على المدينة مثلما حصل في خان يونس، بيت حانون، وجباليا على أمل أن يؤدي الضغط إلى حراك ضد "حماس".
المشكلة هى أن الجيش الإسرائيلي سيكون مطالباً بالعمل فوراً وبشكل جراحي يؤدي إلى صور الجوع والضائقة التي تثير العالم على إسرائيل.
الخيار الثالث، الذي يتحفظ عليه قادة في الجيش، هو احتلال القطاع حتى آخر سنتمتر. المشكلة: سلامة المخطوفين واحتمال إعادة الجميع، إضافة إلى الثمن الباهظ من الإصابات للجيش وإعادة تجنيد عشرات بل مئات آلاف جنود الاحتياط.
في جهاز الأمن يوجد من يطرح موضوعاً آخر لكن هذا يطلقونه كنوع من النقد ضد رئيس "الموساد"، دادي برنياع، الذي لا يفعل ما يكفي كي يغير الصورة على الأرض ولا يخلق إحساساً بالملاحقة لدى مسؤولي "حماس" في الخارج – طهران، دمشق، وبيروت – مع أن إسرائيل قررت منذ الآن انهم أبناء موت.
مر نحو سنتين منذ القرار ولا يزال مسؤولو "حماس" يديرون من شقق فاخرة وفنادق 5 نجوم المفاوضات والحملات ضد إسرائيل وضد شرعية الحرب، "بدلاً من أن ينشغلوا كل الوقت ببقائهم الشخصي ويعيشوا في خوف من أن يغادروا العالم"، يقول مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي.
في هذه الأثناء خرج الكنيست إلى إجازة الصيف. المشكلة هي أن ليس للمقاتلين في غزة إجازة صيف.
هم يبقون فقط مع تهديدات خطر استمرار الحرب التي لا تنتهي.








