تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

في تصعيد جديد ينذر بكارثة إنسانية متفاقمة، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة مروعة بحق المدنيين شمال قطاع غزة، تحديدًا في منطقة "السودانية"، حيث أُعلن عن استشهاد 51 مواطنًا وإصابة 648 آخرين خلال ثلاث ساعات فقط، أثناء تجمعهم للحصول على مساعدات غذائية، والمجزرة وقعت عقب دخول 112 شاحنة مساعدات عبر منطقة "زيكيم"، ما أدى إلى حالة من الفوضى الأمنية استغلها الكيان الصهيوني لشن هجوم دموي ضد المدنيين الجائعين.

"هندسة الفوضى والتجويع": سياسة ممنهجة للحرمان والتدمير

بحسب البيان رقم (913) الصادر عن المكتب الإعلامي الحكومي، فإن غالبية شاحنات المساعدات التي دخلت اليوم تعرضت للنهب والسرقة نتيجة حالة الفوضى المفروضة بفعل سياسة "هندسة الفوضى والتجويع" التي يعتمدها الكيان الصهيوني. 

وهذا السلوك، وفق البيان، ليس عشوائيًا بل ممنهج ويهدف إلى إفشال أي محاولة لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإبقاء السكان في حالة من الحرمان والخوف الدائم.

وتؤكد مصادر محلية أن هذه المجازر المتكررة تأتي في سياق استخدام الغذاء كسلاح حرب، ضمن استراتيجية يتبعها الكيان لفرض واقع إنساني بالغ القسوة على أكثر من 2.4 مليون مواطن، بينهم أكثر من مليون طفل، يتعرضون لانعدام الغذاء وحليب الأطفال في ظل حصار شامل.

دعوات للمحاسبة الدولية والتحرك العاجل

المكتب الإعلامي الحكومي أدان بشدة استمرار هذه السياسات الدموية، محملًا الاحتلال والدول الداعمة له المسؤولية الكاملة عن الجرائم المتزايدة، ومطالبًا بتحرك فوري من قبل المجتمع الدولي، الأمم المتحدة، ومؤسسات العدالة الدولية لكسر الحصار وتأمين تدفق المساعدات بشكل منظم وآمن، بإشراف أممي.

وفي البيان ذاته، شدد المكتب على أن قطاع غزة يحتاج إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الحيوية في ظل دمار واسع لمرافق الصحة والبنية التحتية.

وجاء في خاتمة البيان: "إن استمرار المجازر بحق المدنيين الجائعين يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية، وعلى العالم أن يتوقف عن الاكتفاء بالمراقبة وأن يتحرك بجدية لمحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه المتصاعدة."