يلمان هاجر أوغلو يكتب: حرب الاستخبارات وتاريخ جهاز المخابرات الإيرانية (السافاك) السابق وتعاونه مع الموساد

profile
يلمان زين العابدين هاجر اوغلو مدير مكتب 180 تحقيقات في العراق
  • clock 15 يونيو 2025, 9:15:21 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
يلمان زين العابدين أوغلو يكتب: حرب الاستخبارات وتاريخ جهاز المخابرات الإيرانية (السافاك) السابق وتعاونه مع الموساد

في مقال نشرته في موقعنا “180 تحقيقات”، في ٣١ يوليو ٢٠٢٤ تحت عنوان استشهاد إسماعيل هنية والأمن القومي الإيراني،  فقد تم. تسليط الضوء.  على مشهد  اغتيال زعيم حركة حماس  في طهران وهو كان ضيفا على ايران وتحديدا في غرفة نومه.

 وكتبت عن هذا الحدث بقلم عريض بسطور ، تحمل بين ثناياها كلمات تدل بأن استهداف الهنية في عقر دار ايران  لها دلالات سياسية وعسكرية، وعلى الادارة في طهران دراسة مغزى ومدلول وتحليل هذه العملية الاستخبارية وبالاشارة الى ان جهاز الإطلاعات الإيرانية، كان بين امرين  وهما هل كان المخابرات الايرانية على علم مسبق لهذه العملية ولم تستطيع افشالها فهذه  مصيبة وإن لم يكن على علم فالمصيبة أكبر.


وتوالت بعد ذلك عمليات متشابهه لتصفية قوى إيرانية في داخل ايران وخارجها، فهنا تظهر الى حيز.  الوجود  اسئلة  تطرح نفسها، هل آن الاستخبارات الإيرانية تضائلت  في عملها لانشغالها داخليا، حجم العملاء والجواسيس التي اخترقت الاستخبارات الايرانية وتمكنت من تجنيد عملائها  من الصف الاول في الادارة الإيرانية.


ولتسليط الضوء على هذه الاسئلة اعتقد من الأجدر، أن نعود إلى تاريخ جهاز المخابرات الايرانية (السافاك) في عهد الشاه وآثاره الجانبية ورصانة تاسيسها في حينها ومن الذي  كان  في السفارة الامريكية من القادة العسكريين الامريكيين  في طهران  الذي ساند ودعم في تاسيسها.


تأسس جهاز المخابرات الايرانية ( السافاك )في سنة ١٩٥٣ عقب الانقلاب الذي قاده المخابرات الامريكية ضد الرئيس( محمد مصدق ) وذلك لاعادة.  الشاه  الى عرشه، ولحماية مصالح شركات النفط الامريكية المهيمنة على التنقيب وتصدير النفط الايراني . ولد محمد مصدق الذي   كان محاميا ومؤلفا وبرلمانيا  في سنة 1880 في طهران.

وقبل أن يصعد الى رئاسة الوزراء في سنة ١٩٥٠ بدأ حياته السياسية في سنة ١٩٠٦  واسس حزب الجبهه الوطنية في سنة ١٩٤٤  وتدرج في دهاليز السياسة الايرانية  في البرلمان والكابينة   الحكومية واصبح. وزيرا.  في الحكومة في سنة ١٩١٧.

بتاريخ 15 أغسطس من عام ١٩٥٣ هرب شاه إيران على إثر ثورة (محمد مصدق) ضد شركات البترول  الامريكية  العملاقه مطالبا بتأميم هذه الشركات .وترأس  مصدق حكومة وطنية تدعمها الجماهير الايرانية في هذه الحقبة التاريخية.


وفي هذا الوقت بالذات اختفى اثنان من جنرالات الشاه  وهما (الجنرال نعمة الله نصيري  ) و (الجنرال زاهدي) وقد تبين لاحقا انهما قد اقاما في السفارة الامريكية بطهران  وذلك لرسم خيوط التنسيق مع الجنرال الامريكي ( شوار  زكوف   ) للقيام بانقلاب مضاد لرئيس الوزراء محمد مصدق بهدف اعاده الشاه الهارب الى عرشه في ايران .
وكان الجنرال الامريكي (شوار زكوف)يعمل انذاك ضابطا في جهاز مخابرات المركزية الامريكية  في ايران بين عامي ١٩٤٢و ١٩٤٨ كمؤسس ومدرب لقوات بوليس الشاه .وقد عاد  في عام ١٩٥٣ الى السفارة الامريكية  في طهران لانقاذ الشاه صديق الولايات المتحده الأمريكية.


وهل تعلمون من هو  الجنرال الأمريكي (شوار زكوف).

 
إنه القائد الأمريكي الذي قاد التحالف الدولي ضد العراق  في عام  ١٩٩١  في حرب الخليج الثانية، وهنا يمكن ربط خيوط السياسة الدولية الامريكية في المنطقة التي تشكل شبكة بخيوط معقدة.

 
ولتنفيذ مخطط الانقلاب ضد حكومة  مصدق اقيمت غرفة للعمليات في مبنى السفارة الامريكية في طهران ،ومن ثم تنفيذ خطوات الانقلاب ضد مصدق وحكومته بقيادة الجنرالات الثلاثة وبتخطيط المخابرات الامريكية التي وضعت برنامجا شاملا لاعادة تنظيم جهاز المخابرات الايراني وتحديثه واعادة تجهيزه وهكذا ولد جهاز السافاك.
 

بعد تقوية وتوطيد تأسيس جهاز السافاك وانشاء قواعده عل .  يد المخابرات الامريكية ،قدمت هذه المخابرات لعناصر السافاك الخبرات والتدريب والمعدات اللازمة وتعاونت  المخابرات الاسرائلية الداخلية والخارجية في التدريب وتبادل المعلومات والخبرات.


وكان لجهاز السافاك مكاتب في دول العالم  التي كانت تسمى بالارقام. 
 

المكتب  السابع الذي. كان يضم مخابرات كل من اسرائيل ،امريكا ،المانيا الغربية ،فرنسا وايطاليا من اهم المكاتب التي كانت تنفذ من خلالهم اعماله التجسسية والقمعية .
 

ترأس جهاز. السافاك عند تأسيسه. الجنرال تيمور بختيار الذي لعب دورا مهما في تنفيذ الانقلاب ضد محمد مصدق  واعادة الشاه الى الحكم في ١٩٥٣ . واشار الكاتبان الامريكيان بول جورج  وبول دوغلاس  في كتابهما  بعنوان.  اسرائيل وامريكا علاقة حميمة ،
 

النقطة التي تعتبر اكثر تعمقا  في جهاز السافاك  (هي تدريب عناصر. السافاك على ايدي المخابرات الاسرائلية ،حيث ان اسرائيل كانت تستخدم. السافاك بمتابعة الحلقة. الخارجية (Ring  outside )التي كانت تقضي باستخدام. السافاك كوسيلةلمنع العراق من شن هجوم  او للاشتراك  في حرب عربية ضد اسرائيل ).
ان تحكم وتوغل  الموساد الاسرائيلي واختراقها القيادة العسكرية الايرانية وقيامها بتنفيذ عمليات اغتيال قادة ايران العسكريين من الصف الاول والعلماء النوويين خلال الساعات الاولى من شنها الهجوم ضد ايران يوم ١٣حزيران  ٢٠٢٥ ، وهذا  ما قادنا الى سرد تاريخ جهاز المخابرات الايراني السابق في عهد الشاه والذي بني من قبل  المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.


وهل من المحتمل قد يكون لهذا الجهاز اثاره الجانبية  في الوضع الراهن  وهل تم تفعيل مخلفاتها لصالح  من أسسه، وإلا كيف يمكن لدولة عظيمة مثل ايران لها تاريخ عميق تمتد الى الاف السنين أن تقع أبرز قادتها وعلمائها العظام في فخ العملاء، هذه نقطة تستحق  الدراسة والتمحيص .

التعليقات (0)