تكبير الخط تصغير الخط

في تصريح لافت يكشف حجم التوتر داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وجّه وزير الجيش الإسرائيلي السابق، بوجي يعالون، انتقادات شديدة اللهجة لحكومة بنيامين نتنياهو، متهمًا إياها بالتهرب من المسؤولية وتغليب المصالح السياسية على حساب الأمن القومي.

غياب القيادة السياسية المسؤولة

استهل يعالون حديثه بالإشارة إلى التبعية الطبيعية للجيش الإسرائيلي للقيادة السياسية، مؤكداً أن رئيس الأركان يتصرف وفق توجيهات المستوى السياسي كما جرت العادة.
لكن، وكما أشار يعالون، فإن المشكلة الجوهرية تكمن في غياب قيادة سياسية مسؤولة، إذ قال:
"ماذا نفعل عندما لا يكون هناك مستوى سياسي يتصرف بمسؤولية، بل قيادة تختبئ خلف الجيش وكأنّه المسؤول عن قرارات الحكومة؟"

ازدواجية في الخطاب الحكومي

انتقد يعالون التناقض بين تصريحات نتنياهو وأداء حكومته، موضحاً أن رئيس الوزراء يوجه انتقادات للجيش علنًا، بينما الحكومة نفسها هي من تقود المعركة.
وأشار إلى تصريحات وزراء في الحكومة بشأن احتلال غزة وتطهيرها من سكانها، مؤكدًا أن هذه التصريحات تُلقي العبء على الجيش بينما تتهرب الحكومة من توضيح مواقفها للرأي العام.

تأجيل القرارات المصيرية لحسابات سياسية

وبأسلوب مباشر، لخص يعالون ما وصفه بـ"الخلل البنيوي" في إدارة الحكومة للمعركة منذ 7 أكتوبر، موضحًا عدة نقاط أساسية:

لم تُقرر الحكومة مستقبل غزة رغم مرور 19 شهراً على الحرب، لتجنب إغضاب شركاء الائتلاف اليميني المتطرف كسموتريتش وبن غفير.

لا ترغب الحكومة بإنهاء الحرب لأن نهاية الحرب تعني نهاية ولايتها.

الرهائن والجنود ليسوا أولوية للحكومة ما دامت سلطتها مضمونة.

تُفضل الحكومة الضغط على الجيش بدلاً من تجنيد "الحريديم"، حفاظاً على التوازن الائتلافي.

تتهرب من مسؤوليتها عن فشل السابع من أكتوبر بتأجيل تشكيل لجنة تحقيق حكومية.

تُفوّت فرصة تاريخية لتسوية إقليمية تقودها واشنطن وتضم إسرائيل والسعودية.

دعوة للمعارضة الشعبية

واختتم يعالون حديثه بنداء صريح، دعا فيه الإسرائيليين إلى التحرك لمعارضة ما وصفها بـ"الحكومة المسيحانية والفاسدة"، مؤكدًا أن مستقبل إسرائيل كـ"دولة يهودية وديمقراطية بروح إعلان الاستقلال" في خطر داهم إن لم يتم التصدي لهذا النهج.

يأتي هذا التصريح في ظل تزايد حدة الانتقادات الداخلية لطريقة إدارة الحكومة الإسرائيلية للحرب على غزة، والتي دخلت شهرها التاسع، وسط تآكل الدعم الدولي وتصاعد الضغط الشعبي الداخلي.