الرسالة اليمنية والدعم المستمر لغزة

يحيى سريع : سلاح الجو المسيّر ينفذ عمليتين ناجحتين في أمّ الرشراش وبئر السبع

profile
  • clock 24 سبتمبر 2025, 7:20:06 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
يحيى سريع

محمد خميس

أعلن الناطق العسكري باسم حركة "أنصار الله" (الحوثيين)، يحيى سريع، تنفيذ عمليتين جوّيتين مسيّرتين نوعيتين استهدفتا مواقعًا للعدو الإسرائيلي في منطقتَي أمّ الرشراش وبئر السبع بجنوبي فلسطين المحتلة. وصرّح سريع بأن الطائرتين المسيّرتين اللتين استهدفتا أمّ الرشراش حقَّقتا هدفهما «بنجاح بفضل الله»، وأن المنظومات الاعتراضية فشلت في التصدي لها.

وأشار المتحدث إلى أن هذه الضربة تُعدّ الثانية خلال 24 ساعة، بعد أن شنت قواته هجمات سابقة استهدفت أهدافًا في أمّ الرشراش وبئر السبع، مؤكّدًا استمرار القدرات اليمنية في دعم الشعب الفلسطيني «حتى وقف العدوان ورفع الحصار».

ملخص البيان العسكري وما يحمله من رسائل

يجمع بيان يحيى سريع بين بعدين عملي واستراتيجي: الأول يتعلق بنتيجة عمليّات المسيّرات والمزاعم بقدرتها على اختراق الدفاعات المعادية، والثاني هو بعد رسالي وسياسي يبرز موقف صنعاء الداعم لغزة والرافض للعدوان الإسرائيلي.

جاء في نص التصريحات النقاط التالية:

تنفيذ عمليّة نوعيّة بطائرتين مسيرتين استهدفتا هدفين في أمّ الرشراش.

إعلان تحقيق الأهداف وفشل منظومات الاعتراض في صدّ الضربات.

اعتبار العملية الثانية خلال إطار 24 ساعة الماضية بعد ضربات استهدفت أمّ الرشراش وبئر السبع.

تجديد العهد بالاستمرار في تقديم الدعم إلى غزة «بكل قدراتنا وإمكانياتنا» حتى وقف العدوان ورفع الحصار.

أبعاد العملية الميدانية والإعلامية

من الناحية الميدانية، تصعيد استخدام المسيّرات بعيدة المدى واستهداف عمق الأراضي المحتلة يعدُّ تحولًا نوعيًا في تكتيكات المواجهة. إعلان فشل الاعتراض، حتى لو كان ادعاءً من الطرف المهاجم، يحمل دلالات ضغط نفسي ورسالي على الجانب المستهدف؛ فهو يقدّم صورة عن قدرة على الوصول إلى أهداف استراتيجية أو مدنية خارج جبهات القتال التقليدية.

إعلاميًا، يستفيد الطرف المهاجم من الإعلان لعدة أهداف: رفع معنويات قواعده، إرسال رسائل ردع للاحتلال، وتعبئة رأي عام خارجي وداخلي حول فعالية أدوات المقاومة. كما يضع الإعلان الحكومات الإقليمية والدولية أمام معطى جديد يتطلب قراءة أمنية وسياسية.

تبعات ممكنة وتحديات الوقائع الميدانية

مثل هذه العمليات قد تُسفر عن نتائج متنوعة على الأرض: ردود عسكرية إسرائيلية محتملة، تحشيد أمني، تشديد القيود على المنافذ والبحر، أو إجراءات تعزيز دفاعية. من الناحية الإنسانية والسياسية، أي تصعيد في عمق الأراضي المحتلة يمكن أن يفاقم أجواء التوتر ويزيد خطر توسع النزاع.

في المقابل، يبقى فحص صحة الادعاءات حول فشل منظومات الاعتراض والسيطرة على الأهداف بحاجة إلى تحقيقات مستقلة ومصادر متعددة؛ لذلك تظل تصريحات الطرف المعلن جزءًا من سرد المواجهة وليس بالضرورة انعكاسًا محايدًا للوقائع.

الرسالة اليمنية والدعم المستمر لغزة

جاءت كلمات يحيى سريع محمّلة برسالة دعم صريحة لغزة والوقف عند هدفين: أولًا، إعلان القدرة العملياتية التي يمكنها المساس بالعمق الإسرائيلي، وثانيًا، التأكيد على الاستمرارية والديمومة في الدعم «حتى وقف العدوان ورفع الحصار». هذه الرسالة تتوافق مع الخطاب الرسمي لـ«صنعاء» الذي ربط عملياته العسكرية بدعم حركة المقاومة الفلسطينية والرد على ما تصفه بـ«الاعتداءات» على المدنيين في غزة.

الموقف الدولي ومحاذير التصعيد

بينما يعلن طرف عسكري نجاح ضربات، يظل المسار الدولي يدعو عادةً إلى ضبط النفس وتخفيف التصعيد، لا سيما مع مخاوف من توسيع رقعة الحرب وانتشارها إقليميًا. أي تصاعد عسكري من شأنه أن يستدعي ردودًا دبلوماسية وربما إجراءات من جهات دولية تسعى لاحتواء الأزمة الإنسانية والأمنية في المنطقة.

كما أن التصريحات الأخيرة تُلقي الضوء على سؤال كبير حول مدى فعالية منظومات الاعتراض في التعامل مع طائرات صغيرة ومنخفضة الارتفاع، وهو ملف يثير نقاشات تقنية واستراتيجية في دوائر الأمن والدفاع.

التعليقات (0)