عملية اختراق معقدة و"نجاح استخباراتي مركّب"

وزير المخابرات الإيراني يكشف تفاصيل "الكنز المعلوماتي" المستحوذ عليه من إسرائيل

profile
  • clock 24 سبتمبر 2025, 7:48:31 م
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
وزير المخابرات الإيراني

محمد خميس

في تطور مثير يسلط الضوء على الصراع الاستخباراتي بين إيران وإسرائيل، كشف إسماعيل خطيب، وزير المخابرات الإيراني، عن بعض التفاصيل المتعلقة بالوثائق الضخمة التي حصلت عليها بلاده من داخل إسرائيل، والتي وُصفت بـ"الكنز المعلوماتي". جاءت هذه التصريحات في الفيلم الوثائقي «نهان‌خانه عنکبوت» الذي بثه التلفزيون الرسمي الإيراني مساء الأربعاء، حيث تضمن شروحًا دقيقة حول العملية الاستخباراتية المعقدة التي مكّنت طهران من الحصول على ملايين الصفحات من بيانات حساسة تخص مشاريع إسرائيلية نووية وتسليحية.

عملية اختراق معقدة و"نجاح استخباراتي مركّب"

أكد خطيب أن العملية لم تكن تقليدية أو محدودة، بل شكّلت اختراقًا متعدد الطبقات وصل إلى أعماق الخزائن السرية للنظام الإسرائيلي، ونجحت في نقل كم هائل من الوثائق إلى داخل إيران. واعتبر الوزير أن هذا الإنجاز يمثل "نجاحًا عمليًا مركبًا" يعكس قدرات بلاده الاستخباراتية، مؤكدًا أن نقل هذه الكمية من البيانات تطلّب تخطيطًا عالي المستوى وعمليات متزامنة ومعقدة.

محتوى الوثائق: مشاريع نووية وتسليحية حساسة

أوضح خطيب أن ما يُسمى بـ"الكنز المعلوماتي" يحتوي على ملايين الصفحات من المعلومات المتعلقة بمشاريع تسليحية ونووية إسرائيلية، بعضها سابق وبعضها الآخر لا يزال جاريًا. وبيّن أن جزءًا من الوثائق يتناول محاولات إسرائيلية لتحديث أو إعادة تشغيل أسلحة نووية قديمة، إضافة إلى مشاريع مشتركة مع الولايات المتحدة ودول أوروبية.

كما أشار إلى أن الوثائق تكشف تفاصيل دقيقة حول البنية الإدارية للمؤسسات النووية الإسرائيلية، بما في ذلك قوائم بأسماء الباحثين والمديرين والمسؤولين رفيعي المستوى المرتبطين بالمشاريع النووية.

قوائم العلماء والباحثين الدوليين

من بين أبرز ما كشفه خطيب، أن الوثائق تضمنت أسماء عشرات العلماء الأميركيين والأوروبيين المشاركين في برامج تسليحية نووية، إضافة إلى بيانات حول الشركات والمنشآت المرتبطة بهذه المشاريع. وأكد أن الملفات التي جرى عرضها حتى الآن تمثل "جزءًا صغيرًا فقط"، فيما لا تزال باقي الصفحات قيد المعالجة والتدقيق.

وذكر أن حوالي 189 خبيرًا نوويًا وعسكريًا تم توثيق بياناتهم في هذا الكنز المعلوماتي، بينهم أسماء، عناوين، ومسارات ارتباط واضحة.

معلومات حساسة عن مواقع عسكرية وعلمية

كشف خطيب أن الوثائق شملت بيانات دقيقة حول مواقع عسكرية وعلمية حساسة ذات استخدام مزدوج، بعضها تضمن إحداثيات محددة جرى استغلالها خلال حرب الـ12 يومًا في استهداف مواقع بصواريخ. وأوضح أن هذه المعلومات تثبت وجود تعاون وثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، إضافة إلى ضغوط مورست على الوكالة الدولية للطاقة الذرية للحصول على بيانات تتعلق ببرامج نووية سلمية.

دور العملاء والخونة في العملية

أشار خطيب إلى أن العملية الاستخباراتية اعتمدت على تعاون بعض العاملين داخل المؤسسات النووية والعسكرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى مواطنين عاديين جرى تجنيدهم لأسباب مادية أو بدافع الانتقام من القيادة الإسرائيلية. ولفت إلى أن بعض هؤلاء تلقوا أموالًا، بينما تحرك آخرون بدافع "الكراهية لرئيس وزراء فاسد".

المعالجة والتحليل: المرحلة التالية

أوضح وزير المخابرات الإيراني أن التحدي المقبل يتمثل في معالجة البيانات الضخمة المستحوذ عليها واستخراج العلاقات التنظيمية والشبكات البشرية المرتبطة بها، سواء داخل الأراضي المحتلة أو خارجها. وأضاف أن فهم هذه الشبكات لا يقل أهمية عن عملية الاختراق نفسها، مشيرًا إلى أن الوزارة تتابع ملفات تجسسية أخرى وأن بعض الخونة قد يواجهون محاكمات أو إجراءات قانونية داخل إسرائيل.

استمرار الكشف التدريجي عن الوثائق

أكد خطيب أن ما عُرض حتى الآن هو مجرد بداية، وأن وزارة المخابرات الإيرانية ستواصل كشف المزيد من المعلومات تدريجيًا، كجزء من استراتيجية لإبراز حجم الاختراق والضغط على إسرائيل سياسيًا وأمنيًا.

أبعاد العملية: بين الحرب الاستخباراتية والسياسة الدولية

تشكل تصريحات خطيب وما تضمنه الفيلم الوثائقي انعكاسًا واضحًا لـحرب الظل بين طهران وتل أبيب، حيث بات الصراع لا يقتصر على المواجهات العسكرية أو التهديدات النووية، بل يتعداها إلى ساحة الاختراقات المعلوماتية التي قد تغيّر موازين القوى.

من ناحية سياسية، يعزز هذا الكشف خطاب إيران أمام المجتمع الدولي بشأن "ازدواجية المعايير"، حيث تسلط الضوء على أن إسرائيل، التي تتهم الآخرين بالسعي وراء برامج نووية، تخفي مشاريعها النووية التسليحية خلف تعاون غربي وصمت مؤسسات دولية.

التعليقات (0)