تكبير الخط تصغير الخط

في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة والضفة الغربية، صرّحت الولايات المتحدة أمام محكمة العدل الدولية أن إسرائيل غير ملزمة قانونًا بالسماح لوكالة "الأونروا" بمزاولة عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى "مخاوف أمنية مشروعة" لدى تل أبيب.

سيمونز: لا التزام قانونيًا بالسماح لـ"أونروا"

قال جوش سيمونز، مستشار قانوني في وزارة الخارجية الأميركية، خلال جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية في لاهاي، إنه "لا يوجد أي التزام قانوني يُجبر القوة المحتلة على السماح لمنظمة دولية معينة بالعمل في أراضيها إذا كانت تُهدد مصالحها الأمنية".

وأضاف أن مهام "أونروا" يمكن أن تتولاها منظمات أخرى، في إشارة إلى إمكانية استبدال الوكالة الأممية بمؤسسات بديلة وفق رؤية إسرائيل.

إسرائيل تحظر عمل أونروا وتوجه اتهامات

وكانت إسرائيل قد حظرت أنشطة "أونروا" على أراضيها منذ يناير الماضي، متهمة 19 من موظفيها في غزة بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.

ورغم أن الأونروا فصلت 9 موظفين بعد تحقيق داخلي، فإنها أكدت أن الأدلة التي استندت إليها إسرائيل لم يتم التحقق منها أو إثباتها. كما لم تقدّم تل أبيب أدلة ملموسة بشأن اتهاماتها لـ100 موظف إضافي بأنهم أعضاء في حركة حماس.

روسيا تدافع عن "أونروا" وتدعو لتكريمها

في المقابل، دافعت روسيا عن دور الوكالة، مؤكدة أن "أونروا تمثل طوق النجاة لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس الشرقية". وقال ماكسيم موسيخين من وزارة الخارجية الروسية إن "غزة على حافة المجاعة، والمستشفيات مدمرة، والشعب الفلسطيني يواجه يأسًا وجوديًا".

واقترح موسيخين أن تستحق الأونروا جائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهودها في ظل هذا الوضع الكارثي.

إسرائيل تتهم الأمم المتحدة بـ"تسليح القانون الدولي"

من جانبه، هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر المجتمع الدولي بشدة، وقال في مؤتمر صحفي: "أُحمّل الأمم المتحدة وأمينها العام وكل من يستغل القانون الدولي سلاحًا ضد إسرائيل، المسؤولية عن حرمان الدولة الأكثر تعرضًا للهجمات من حقها الأساسي في الدفاع عن نفسها".

ورغم عدم مشاركتها في جلسات المحكمة، فإن إسرائيل قدمت دفوعها كتابيًا.

انهيار النظام الإنساني في غزة وسط غياب وقف إطلاق النار

تأتي هذه التصريحات في وقت حرج حيث توشك منظومة المساعدات الإنسانية في غزة على الانهيار التام، مع تعثر الجهود الدولية لفرض وقف إطلاق نار جديد.

وقد منعت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية – من غذاء ووقود ودواء – منذ 2 مارس، واستأنفت قصفها المكثف في 18 مارس بعد انتهاء هدنة قصيرة، متذرعة بالضغط على حماس لإطلاق مزيد من الأسرى.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فقد نفدت مخزوناته من المواد الغذائية في غزة، مما يُعرض مئات الآلاف من العائلات للجوع، فيما يكافح الأهالي لإطعام أطفالهم.

فلسطين: إسرائيل تنتهك القانون الدولي وتستهدف الإغاثة

وفي كلمته أمام المحكمة، قال السفير الفلسطيني في هولندا عمّار حجازي إن إسرائيل "تجوع وتقتل وتهجّر الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه تمنع المنظمات الإنسانية من إنقاذهم".

واعتبر أن ما تقوم به إسرائيل في الأراضي المحتلة انتهاك واضح وصريح للقانون الدولي الإنساني.