-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
هويده الحسني تكتب: عاشوراء الحسين: ذكرى خالدة في الوجدان الإسلامي
هويده الحسني تكتب: عاشوراء الحسين: ذكرى خالدة في الوجدان الإسلامي
-
5 يوليو 2025, 5:13:42 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هويده الحسني تكتب: عاشوراء الحسين: ذكرى خالدة في الوجدان الإسلامي
عاشوراء، العاشر من شهر محرّم في التقويم الهجري، ليس مجرد يوم في الروزنامة الإسلامية، بل هو مناسبة تتجدد فيها مشاعر الحزن، والولاء، والتأمل في القيم التي جسدها الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) في واقعة كربلاء عام 61 هـ. هذه الذكرى تمثل رمزًا للثورة ضد الظلم، وتُخلّد موقفًا تاريخيًا صارخًا في الدفاع عن العدالة والحق.
خلفية تاريخية
بعد وفاة النبي محمد ﷺ، تولّى عدد من الخلفاء إدارة شؤون الدولة الإسلامية. وفي عام 60 هـ، تولّى يزيد بن معاوية الحكم، وهو ما أثار اعتراضًا كبيرًا من قبل فئة من المسلمين، أبرزهم الحسين بن علي، حفيد النبي ﷺ، لما رآه من فساد وظلم في حكم يزيد، وعدم أحقيته بالقيادة الدينية والسياسية.
رفض الحسين مبايعة يزيد، وقرر الخروج من المدينة متجهًا إلى الكوفة، استجابةً لدعوات أهلها الذين بايعوه وطلبوا قدومه ليكون إمامهم. لكن سرعان ما تغيّر موقف الكوفيين تحت ضغط الدولة الأموية، فتخلوا عن الحسين وأهله، وتركوه يواجه مصيره في صحراء كربلاء.
واقعة كربلاء
في يوم عاشوراء، العاشر من محرّم سنة 61 هـ، وقعت المعركة بين الحسين بن علي وأتباعه الذين لم يتجاوز عددهم 72 رجلاً، وجيش يزيد الذي بلغ الآلاف بقيادة عمر بن سعد. ورغم الفارق الكبير في العدد والعدة، واجه الحسين وأصحابه المصير بشجاعة وثبات. واستُشهد الحسين عطشانًا مع أهل بيته وأصحابه، بعدما قاوموا ببسالة وضربوا أروع أمثلة الفداء والتضحية.
دلالات عاشوراء
تمثل عاشوراء أكثر من مجرد حادثة تاريخية، فهي:
رمز للمقاومة: وقوف الحسين ضد الظلم والطغيان حتى آخر لحظة في حياته.
درس في التضحية: تقديم النفس والمال والأهل في سبيل المبادئ العليا.
إحياء للقيم الإنسانية: كالعدل، والكرامة، والصدق، والوفاء.
إحياء الذكرى
يُحيي المسلمون، وخصوصًا الشيعة، ذكرى عاشوراء بإقامة المجالس الحسينية، والقراءة عن سيرة الحسين، والمواكب الحسينية، وإظهار الحزن، وبعضهم يقوم بالصوم في هذا اليوم. وقد أصبح يوم عاشوراء مناسبة للتأمل في واقع الأمة ومواقفها الأخلاقية والسياسية، في ضوء ما مثّله الحسين من مواقف.
إن عاشوراء ليست فقط ذكرى دموية أو حزينة، بل هي مناسبة تذكّرنا بمعنى أن نكون أحرارًا، كما قال الحسين في كربلاء: "إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحرارًا في دنياكم." إنها دعوة خالدة للتمسك بالقيم في وجه كل ظلم واستبداد.








