-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
هواتفنا ترصد الزلازل.. ولكن من يملك الحق في التحذير؟
هواتفنا ترصد الزلازل.. ولكن من يملك الحق في التحذير؟
-
26 يوليو 2025, 10:02:39 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يمكن أن تنبهنا هواتفنا إلى الزلازل
في مقال نشرته صحيفة فاينانشال تايمز بعنوان "يمكن أن تنبهنا هواتفنا إلى الزلازل، ولكن هناك مشكلة"، تسلط الكاتبة أنجانا أهوجا الضوء على تقنية متطورة تعتمد على الهواتف الذكية – لا سيما تلك التي تعمل بنظام "أندرويد" – لرصد الزلازل المحتملة، بفضل المجسات الدقيقة المدمجة فيها.
تقول الكاتبة إن هذه الأجهزة الشخصية، المنتشرة بكثافة في مختلف أنحاء العالم، باتت تؤدي دورًا واعدًا في مراقبة الأنشطة الزلزالية، خاصة في المناطق الحضرية المكتظة التي تفتقر إلى أنظمة إنذار تقليدية، معتبرة أن الهواتف الذكية يمكن أن تكون "أداة فعالة ومفيدة لرصد الزلازل في الوقت الحقيقي".
إشكاليات الملكية والشفافية
لكن رغم الإيجابية الظاهرة في هذا الابتكار، تحذر أهوجا من إشكالات عميقة تتعلق بالملكية والرقابة على البيانات. فبينما تُمثل هذه الهواتف شبكة استشعار ضخمة قادرة على تتبع الهزات الأرضية بدقة، تبقى الخوارزميات والبيانات التي تنتجها مملوكة لشركات خاصة، مما يحول دون وصول علماء الزلازل المستقلين أو المؤسسات الأكاديمية إلى هذه المعلومات الحيوية.
وتتساءل الكاتبة بلهجة نقدية: "إذا كانت السلطات المنتخبة هي المسؤولة عن حماية أرواح الناس، فماذا يحدث عندما تحتكر شركات خاصة معلومات قد تُنقذ حياة المئات؟"، في إشارة واضحة إلى شركات مثل "جوجل" التي تتحكم في تدفق هذه البيانات.
آلية النظام وحدود التنبيه
وتشرح أهوجا آلية عمل النظام الذي تستخدمه "جوجل"، قائلة إنه يعتمد على مجسات التسارع في الهواتف الذكية، والتي ترصد الاهتزازات الناتجة عن الموجات الزلزالية. وعندما يتم تشغيل عدد كبير من الهواتف في نفس المنطقة الجغرافية، تقوم هذه الأجهزة بإرسال معلوماتها – مصحوبة ببيانات موقع تقريبية – إلى خوادم "جوجل".
إذا تطابقت أنماط الاهتزاز مع النمط الزلزالي المعروف، يقوم النظام بتقدير شدة الزلزال ومركزه ووقت حدوثه. وعندما تبلغ القوة 4.5 درجة أو أكثر على مقياس ريختر، يُرسل تنبيه مباشر إلى الهواتف في المنطقة القريبة، على أمل أن ينجح في تحذير المستخدمين قبل وقوع الهزة القوية.
التوازن بين الخصوصية والبحث العلمي
وتشير الكاتبة إلى ضرورة الموازنة بين حماية خصوصية المستخدمين وبين تمكين الباحثين من الوصول إلى هذه البيانات المهمة. فحماية الخصوصية الرقمية تظل حقًا أساسيًا، لكن التضييق الزائد قد يُعيق التقدم العلمي ويقوّض فرص التعاون الدولي في مواجهة الكوارث الطبيعية.
وتختم أهوجا مقالتها بالتنبيه إلى أن هذه التقنية الجديدة، رغم فوائدها، تعكس تحولًا خطيرًا في أدوار الفاعلين في المجال العام، حيث أصبحت شركات تكنولوجيا مثل "جوجل" تتولى أدوارًا كانت تقليديًا من صميم مهام الحكومات، مثل التحذير من الكوارث وحماية الأرواح.
وبينما يزداد اعتماد المجتمعات على أدوات رقمية خاصة في أوقات الأزمات، يبقى السؤال المفتوح: من يملك الحق في التحذير، ومن يملك زمام القرار في لحظة خطر جماعي؟









