تكبير الخط تصغير الخط

في لحظة ينتظرها قلب الوطن قبل أهالي الضحايا، وقف القاضي ليقول كلمته باسم العدالة، لا باسم الغضب، وباسم القانون، لا باسم الانتقام. صدر الحكم بالإعدام بحق قاتل التدريسية سارة العبودة، تلك الجريمة التي كانت خنجرًا في خاصرة المجتمع، ليس فقط لأنها اغتالت روحًا بريئة، بل لأنها طعنت مكانة المرأة العراقية المتعلمة، وأهانت قدسية التعليم في أرضٍ لطالما أنجبت العلماء والمفكرين.

سارة لم تكن ضحية جريمة عابرة. كانت رمزًا لصوتٍ أكاديميٍ نقيّ، يمثل آلاف العراقيات اللواتي يخضن معركة الحياة يوميًا من أجل مستقبل مشرق. لذلك، حين نطق القاضي بالحكم، لم يكن يُنهي ملف قضية جنائية فحسب، بل كان يُعيد ترميم جدار الثقة المتصدع بين الناس والعدالة

قد لا تُعيد العدالة من غابوا عنا، لكنّها تمسح شيئًا من وجع الغياب، وترد للضحايا كرامتهم، وللوطن هيبته. إن الحكم بحق قاتل سارة العبودة لم يكن فقط ردعًا لمجرم، بل كان موقفًا وطنيًا يُعيد الثقة بأن القضاة في العراق ما زالوا يحكمون باسم الضمير لا المصالح، وباسم القانون لا القوة.

يحيا العدل… حين يتكلم القاضي باسم الوطن.

وحين تتكلم العدالة، فإن الوطن كله ينصت… ويشفى