تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: محمد خميس

نظّم العمل الجماهيري في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان، اليوم الأحد، ندوة سياسية حاشدة في قاعة الشهيد الشيخ أحمد ياسين بمخيم الجليل في مدينة بعلبك، شرق لبنان. جاء ذلك بمناسبة الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين، تحت عنوان "طوفان الأقصى طريق التحرير والعودة"، بمشاركة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، إلى جانب قوى وأحزاب لبنانية وفعاليات نقابية واجتماعية.

"طوفان الأقصى": تتويج لمسيرة نضال طويلة

أكد بسّام خلف، مسؤول العلاقات الإسلامية في حركة "حماس" في لبنان، أن معركة "طوفان الأقصى" تمثل تتويجًا لمسيرة نضالية طويلة بدأت منذ لحظة النكبة. وأوضح خلف أن المعركة تعبر عن إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة الكفاح حتى التحرير والعودة.

وأضاف خلف أن التمسك بخيار المقاومة هو السبيل الوحيد للتحرير، خاصة في ظل تصاعد محاولات التهجير والتوطين التي تستهدف تصفية الوجود الفلسطيني في الشتات. ودعا إلى ضرورة مقاربة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين من كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بما يحفظ كرامتهم ويثبت حقهم في العودة.

تماسك جبهة المقاومة وتطور الأداء الاستراتيجي

بدوره، أشار الباحث السياسي اللبناني بلال اللقيس إلى تماسك جبهة المقاومة وتطور أدائها الاستراتيجي. وأوضح اللقيس قدرة المقاومة على إدارة المعركة بثقة سياسية وعسكرية، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة والقدس.

وأكد الباحث أن المقاومة ترسم اليوم ملامح مرحلة جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عنوانها الصمود والثبات، في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة.

إعادة التأكيد على ارتباط الفلسطينيين في الشتات بقضيتهم

سلطت الندوة الضوء على ارتباط الفلسطينيين في الشتات بقضيتهم الوطنية، خصوصًا في لحظة تاريخية مفصلية تتزامن فيها الذكرى الـ77 للنكبة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وبرز في اللقاء التأكيد على أن "النكبة ما زالت متواصلة، والمقاومة ما زالت حاضرة".

ويحيي الفلسطينيون في الشتات هذه الذكرى سنويًا، تذكيراً بالتهجير الجماعي الذي طال مئات الآلاف من الفلسطينيين عام 1948، والذي أسس لنكبة مستمرة ما تزال آثارها واضحة، لا سيما في لبنان حيث يعيش أكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة.

سياق الندوة في ظل العدوان الإسرائيلي الحالي

تأتي هذه الندوة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي شهد تحولات استراتيجية في أداء المقاومة الفلسطينية، وخاصة من خلال معركة "طوفان الأقصى" التي أعلنتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، كمحطة مفصلية في سياق المواجهة مع الاحتلال.

تعكس هذه الندوة التزام الفلسطينيين في الشتات بمواصلة النضال والمقاومة، مع الحفاظ على الحقوق الوطنية المشروعة، في مواجهة تحديات الاحتلال ومحاولات تصفية قضيتهم التاريخية.