تكبير الخط تصغير الخط

كتبت: غدير خالد

أطلق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تهديدًا مباشرًا للنظام السوري، قائلاً إن "الجيش الإسرائيلي قادر على دخول دمشق خلال نصف ساعة إذا اقتضت الضرورة"، في إشارة إلى ما وصفه بـ"الرد على أي تهديد قادم من الأراضي السورية".

وجاءت تصريحات نتنياهو خلال اجتماع أمني مغلق مع كبار قادة جيش الاحتلال، حيث ناقشوا ما وصفوه بـ"التحركات الإيرانية في سوريا"، و"دعم النظام السوري لفصائل المقاومة"، في ظل تصاعد التوترات على أكثر من جبهة، لا سيما في الجنوب اللبناني وقطاع غزة.

وأضاف نتنياهو: "لن نسمح بتحول سوريا إلى قاعدة أمامية لإيران أو حماس أو حزب الله. إذا استمر النظام السوري في غض الطرف عن هذه التهديدات، فإننا سنرد بقوة غير مسبوقة، وقد نضطر إلى اتخاذ خطوات عسكرية مباشرة داخل الأراضي السورية".

وتأتي هذه التصريحات في وقت يواصل فيه الكيان الصهيوني عدوانه على قطاع غزة، حيث أسفرت الغارات الجوية المتواصلة عن استشهاد الآلاف من الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وسط صمت دولي مريب. كما يواصل الاحتلال استفزازاته في الضفة الغربية والقدس المحتلة، من خلال اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى وعمليات تهجير قسري بحق السكان الفلسطينيين.

من جانبه، وصف مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية تهديدات نتنياهو بأنها "محاولة يائسة لتصدير أزماته الداخلية"، مؤكداً أن "سوريا لن تكون ساحة لتصفية حسابات الكيان الصهيوني، وأن أي عدوان سيُقابل برد قاسٍ ومباشر".

ويرى مراقبون أن تهديد نتنياهو بدخول دمشق يأتي في إطار سياسة التصعيد التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، بهدف فرض معادلات جديدة في المنطقة، مستغلاً حالة الانقسام العربي والدعم الغربي غير المحدود لسياساته العدوانية.

وفي ظل هذه التطورات، تتزايد المخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية واسعة، خاصة مع استمرار الكيان الصهيوني في انتهاك السيادة السورية واللبنانية، وتجاهله للقوانين الدولية، ما يضع المنطقة أمام سيناريوهات خطيرة قد تخرج عن السيطرة.