تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تصريحات عاجلة نقلتها وكالة رويترز عبر قناة الجزيرة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه القاطع لقيام دولة فلسطينية، مؤكداً أن الرد الرسمي لإسرائيل على الاعترافات الدولية بدولة فلسطين سيأتي بعد عودته من الولايات المتحدة. وأوضح نتنياهو أن أي خطوة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، خاصة بعد أحداث مجزرة 7 أكتوبر، تعتبر منح مكافأة للإرهاب، بحسب تعبيره.

وأشار نتنياهو إلى أن موقفه يعكس السياسة الإسرائيلية الثابتة تجاه مسألة الدولة الفلسطينية، مؤكداً أن إسرائيل لن تقبل أي محاولات لإقامة دولة على أراضيها وفقاً لما اعتبره تهديداً لأمن الدولة.

رد إسرائيلي رسمي بعد العودة من الولايات المتحدة

أكد نتنياهو أن الرد الإسرائيلي الرسمي على الاعترافات الدولية بدولة فلسطين لن يصدر إلا بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية تدرس كافة الخيارات السياسية والدبلوماسية لمواجهة هذه الاعترافات. وأوضح أن موقف إسرائيل حيال الاعترافات الدولية مرتبط بالحفاظ على أمن الدولة ومواجهة أي تهديدات قد تنتج عن هذه الاعترافات.

كما شدد نتنياهو على أن الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، في أعقاب أحداث مجزرة 7 أكتوبر، تُعتبر بالنسبة لإسرائيل دعماً للإرهاب وتشجع الجماعات الفلسطينية المسلحة على استمرار العنف ضد المدنيين الإسرائيليين.

إسرائيل تنتقد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين

تصريحات نتنياهو جاءت بعد إعلان عدد من الدول اعترافها رسمياً بدولة فلسطين، منها أستراليا وكندا والبرتغال وبريطانيا، في خطوة وصفها بعض المراقبين بأنها تحول دبلوماسي مهم يدعم الحقوق الفلسطينية على المستوى الدولي.

لكن إسرائيل اعتبرت هذه الاعترافات غير مقبولة، وأكدت أن أي دعم دولي لفلسطين يجب أن يكون مشروطاً بوقف العنف والتزام الفلسطينيين بالمفاوضات السياسية المباشرة مع إسرائيل. وأوضح نتنياهو أن الاعترافات المتكررة بدولة فلسطين قد تُضاعف التوترات في المنطقة وتزيد من احتمالية وقوع مواجهات مسلحة.

نتنياهو: الاعتراف بالدولة الفلسطينية مكافأة للإرهاب

استخدم نتنياهو عبارة قوية خلال تصريحاته، حيث وصف الاعترافات الدولية بدولة فلسطين بعد أحداث 7 أكتوبر بأنها مكافأة للإرهاب. وأكد أن إسرائيل تعتبر هذه الاعترافات دعماً للجماعات المسلحة التي ترتكب عمليات ضد المدنيين الإسرائيليين، مؤكداً أن هذا يشكل خطراً مباشراً على الأمن القومي الإسرائيلي.

وأوضح أن إسرائيل ستواصل العمل على مواجهة أي تهديدات متصلة بالاعترافات الدولية، وأنها ستدرس كافة الخيارات الأمنية والدبلوماسية لمنع أي تداعيات سلبية على الدولة وشعبها.

ردود فعل دولية متباينة

تأتي تصريحات نتنياهو في وقت تتزايد فيه الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، حيث أعلنت عدة دول عزمها على الانضمام لقائمة الدول المعترفة بفلسطين، ما يرفع عدد الدول المعترفة إلى أكثر من 152 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة.

ورغم هذه الاعترافات، شددت بعض الدول على ضرورة استمرار المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين كشرط لتحقيق السلام الدائم، معتبرة أن أي خطوات أحادية الجانب قد تزيد من التوترات في المنطقة.

أهمية الاعتراف الدولي بدولة فلسطين

يرى المراقبون أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يُعد خطوة مهمة لتعزيز الحقوق الفلسطينية على المستوى العالمي، ودعم موقف الفلسطينيين في المفاوضات الدولية. وتعتبر هذه الاعترافات دعمًا للجهود القانونية والدبلوماسية التي تبذلها السلطة الفلسطينية والمنظمات الحقوقية في الأمم المتحدة والمحافل الدولية.

وأوضحت تقارير دولية أن هذه الاعترافات تشكل ضغطاً سياسياً ودبلوماسياً على إسرائيل للامتثال للقوانين الدولية ووقف أي أعمال قد تُهدد المدنيين الفلسطينيين، خاصة بعد أحداث مجزرة 7 أكتوبر وما تلاها من تداعيات إنسانية.

نتنياهو والحكومة الإسرائيلية تحت الضغط

تصريحات نتنياهو تظهر أن الحكومة الإسرائيلية تواجه ضغوطاً داخلية وخارجية بسبب الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين، بالإضافة إلى الانتقادات الموجهة لإسرائيل حول العمليات العسكرية في قطاع غزة والاتهامات الدولية بانتهاك حقوق الإنسان.

كما يعكس تصريح نتنياهو رفض إسرائيل لأي اعتراف فلسطيني أحادي الجانب بالدولة، مشيراً إلى أن الرد سيأتي وفقاً للأطر الدبلوماسية والسياسية التي تحددها الحكومة بعد عودته من الولايات المتحدة.