تكبير الخط تصغير الخط

في جلسة علنية عقدت اليوم الخميس ضمن سلسلة جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية في لاهاي، أكد وفد جمهورية ناميبيا أن على "إسرائيل" التعاون الكامل مع الأمم المتحدة واحترام الحصانات الممنوحة لها بموجب القانون الدولي، وخاصة ما يتعلق بعمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

الأونروا خط دعم إنساني لا غنى عنه

وشددت ممثلة ناميبيا خلال مداخلتها على أن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل ضد "الأونروا" غير مبررة إطلاقًا، محذّرة من أن غياب الوكالة سيؤدي إلى حرمان ملايين الفلسطينيين من أبسط مقومات الحياة، مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية والتعليم.

وأضافت أن "الأونروا" تمثل أحد أهم أعمدة الدعم الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى أن استهدافها لا يضر فقط باللاجئين، بل يهدد بحدوث كارثة إنسانية شاملة.

انتهاك ممنهج لحق تقرير المصير

في جانب قانوني مهم، اتهمت ناميبيا إسرائيل بانتهاك منهجي للحق الفلسطيني في تقرير المصير، مؤكدة أن هذا الحق مكفول بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. كما شددت على أنه لا يحق لإسرائيل منع المنظمات الدولية من أداء مهامها داخل الأراضي الفلسطينية، بما فيها وكالات الأمم المتحدة الإنسانية.

ضرورة تسهيل دخول المساعدات إلى غزة

وأكدت ممثلة ناميبيا أن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية حقيقية، بسبب نقص حاد في الماء والغذاء والكهرباء والدواء، داعية "إسرائيل" إلى رفع القيود فورًا وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون شروط أو عراقيل.

واختتمت كلمتها بالمطالبة بأن ترفض المحكمة الادعاءات التي تروجها إسرائيل ضد الأونروا، باعتبارها محاولة سياسية لتقويض دور الوكالة وحرمان الفلسطينيين من حقهم في الحياة الكريمة.

سياق الجلسات: فحص التزامات إسرائيل الإنسانية

وتأتي هذه المرافعة ضمن أسبوع مخصص لجلسات استماع تعقدها محكمة العدل الدولية منذ الاثنين الماضي، بهدف مراجعة مدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها الإنسانية تجاه الفلسطينيين، خاصة بعد فرضها حصارًا شاملًا على قطاع غزة لأكثر من 50 يومًا.

ومن المقرر أن تُختتم هذه الجلسات في 2 مايو 2025، بمشاركة 44 دولة و4 منظمات دولية، أبدت جميعها اهتمامًا بالغًا بالتدهور الخطير في الوضع الإنساني داخل الأراضي المحتلة.

استمرار العدوان وخرق الاتفاقات

وكانت إسرائيل قد استأنفت عدوانها العنيف على قطاع غزة فجر 18 مارس 2025، بعد هدنة استمرت شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ في 19 يناير، لكنها خرقت بنوده مرارًا خلال فترة التهدئة.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، وبدعم سياسي وعسكري من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، تواصل "إسرائيل" تنفيذ ما وصفته عدة جهات حقوقية بـالإبادة الجماعية بحق سكان القطاع، حيث أسفرت العمليات العسكرية عن أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

ناميبيا: صوت قانوني وإنساني في وجه العدوان

بهذا الموقف، تُثبت ناميبيا نفسها كأحد الأصوات الإفريقية الداعمة للعدالة والشرعية الدولية، مؤيدةً حقوق الفلسطينيين في العيش بحرية وكرامة تحت مظلة القانون الدولي، وداعيةً إلى وقف استهداف المؤسسات الأممية التي تمثل الأمل الأخير للفئات الأشد ضعفًا.