تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

خطط بديلة في مواجهة التهديدات الأمنية

أعلنت شركة ميرسك، إحدى أكبر شركات الشحن والنقل البحري في العالم، أنها أعدّت خطط طوارئ جاهزة لناقلاتها العابرة لمضيق هرمز، وذلك تحسبًا لأي تطورات أمنية قد تطرأ في المنطقة. وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الخليج العربي، والتي تثير مخاوف بشأن أمن الممرات البحرية الحيوية للتجارة العالمية.

التوجه نحو طريق بديل: الالتفاف حول أفريقيا

في حال تصاعدت حدة التهديدات الأمنية، تشير مؤشرات إلى أن ميرسك تدرس بجدية استخدام مسار بديل عبر الالتفاف حول قارة أفريقيا، تحديدًا عبر رأس الرجاء الصالح. ورغم أن هذا الطريق أطول زمنيًا وأكثر تكلفة، إلا أنه يعتبر أكثر أمانًا لناقلات الشركة، ويقلل من احتمالية التعرض لأي هجمات محتملة في مضيق هرمز.

لماذا هذا التوجه؟

من المهم الإشارة إلى أن مضيق هرمز يُعد من أكثر الممرات البحرية أهمية في العالم، إذ يمر من خلاله نحو خمس إمدادات النفط العالمية. لذلك، فإن أي اضطراب في هذا المضيق من شأنه التأثير بشكل مباشر على سلاسل التوريد العالمية وأسعار الطاقة. ولهذا السبب، تسعى ميرسك إلى تأمين استمرارية عملياتها من خلال استعدادات لوجستية وبدائل مدروسة بعناية.

تُظهر هذه الخطوة من ميرسك مدى الحذر والمرونة التي تتعامل بها الشركات الكبرى مع التغيرات الجيوسياسية. فبينما تبقى الأنظار مركّزة على تطورات الأوضاع في الخليج، تستعد شركات الشحن لضمان استمرار عملياتها دون انقطاع، حتى لو تطلّب الأمر تغييرًا جذريًا في مساراتها التقليدية.