-
℃ 11 تركيا
-
17 يونيو 2025
من غزة إلى بن غوريون: جبهات تشتعل
ترجمة وتحرير 180 تحقيقات
بينما كانت إسرائيل منهمكة في تعميق عملياتها العسكرية في قطاع غزة، جاء سقوط صاروخ حوثي في محيط مطار بن غوريون ليذكرها بحقائق موجعة: الحرب لم تعد مقتصرة على جبهة واحدة، والمنطقة كلها باتت مشتعلة، فيما يتآكل الردع وتتعاظم التهديدات على عمقها الاستراتيجي، واقتصادها، ومكانتها الدولية.
في مقال لنداف إيال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يرى الكاتب أن الهجوم الحوثي الأخير كشف حدود قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي، رغم تفوقه التكنولوجي، ويشير إلى تصدع صورة "إسرائيل الآمنة" التي تروج لها تل أبيب، خاصة بعد موجة إلغاء الرحلات الجوية الأجنبية عقب سقوط الصاروخ.
أزمة إستراتيجية
وإلى جانب التحدي العسكري، تتكشف أزمة استراتيجية أعمق داخل دوائر صنع القرار في إسرائيل، حيث يدور جدل متصاعد بين المستوى السياسي – الذي يدفع نحو اجتياح بري شامل للقطاع – وهيئة الأركان التي تحذر من تكلفة باهظة على الرهائن والجنود والمجتمع الإسرائيلي ككل. ويبدو أن هذا الصراع يعكس تصادماً بين أهداف مختلفة: فبينما يسعى اليمين المتطرف إلى حسم عسكري كامل وإعادة احتلال القطاع، يبحث آخرون عن صفقة محدودة قد تنهي الحرب دون انتصار واضح.
وتطرق إيال إلى تخوفات إسرائيل من "نموذج حزب الله"، أي بقاء "حماس" في الظل حتى بعد إسقاط حكمها، محذراً من فخ وهمي قد يؤدي إلى استمرار الحرب بلا نهاية، مقابل إنجاز جزئي يمكن تحقيقه عبر توافقات إقليمية مدعومة دولياً.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس سياسياً، مع اقتراب زيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة، في محاولة لتسجيل اختراق دبلوماسي أو توقيع اتفاقات أمنية واقتصادية، من دون المرور بإسرائيل التي باتت تُرى في بعض العواصم الخليجية، مثل الرياض، كعبء لا كشريك.
يرى إيال أن قدرة إسرائيل على المناورة أصبحت مقيدة بتغير المزاج الدولي، وتململ الحلفاء، وتراجع ثقة الأميركيين بنتنياهو، بل وتزايد القلق في واشنطن من أن يجرها حلفاؤها الإقليميون إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، بينما التركيز الحقيقي يجب أن يكون على التهديد الصيني.
وبينما تنشغل تل أبيب برهانات عسكرية وسياسية مكلفة، تبدو طهران – بحسب المقال – الطرف الأكثر ارتياحاً، إذ تواصل دعمها لوكلائها الإقليميين في وقت تفاوض فيه الأميركيين من موقع قوة، مقدمةً نفسها كلاعب لا يمكن تجاهله في أي ترتيب قادم للمنطقة.










