-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
من غزة إلى الكنيست: إسرائيل تترنّح بين صفقة الأسرى وانهيار الحكومة
من غزة إلى الكنيست: إسرائيل تترنّح بين صفقة الأسرى وانهيار الحكومة
-
11 يونيو 2025, 6:26:28 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
من غزة إلى الكنيست: إسرائيل تترنّح بين صفقة الأسرى وانهيار الحكومة
إعداد : رامي أبو زبيدة
ينشر موقع "180 تحقيقات" تقريره اليومي الخاص بعنوان "المشهد الإسرائيلي"، والذي يسلّط الضوء على أبرز التطورات في الداخل الإسرائيلي عبر أربعة محاور رئيسية: الشأن العسكري والميداني، الشأن الإسرائيلي الداخلي، الشأن الدولي، وآراء وتحليلات إسرائيلية.
نرصد في هذا التقرير آخر مستجدات الميدان في قطاع غزة وتداعيات ملف صفقة الأسرى، إلى جانب تصاعد الأزمة السياسية في الكنيست حول قانون التجنيد الذي يهدد استقرار حكومة نتنياهو. كما نتوقف عند المواقف الدولية والضغوط الخارجية، إضافةً إلى تحليلات ومواقف من النخب السياسية والعسكرية حول مستقبل الحرب ومصير الحكومة.
أولاً: الشأن العسكري والميداني
تشهد جبهة غزة تصعيدًا ميدانيًا متزايدًا، مع استمرار المعارك العنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومقاتلي المقاومة الفلسطينية، وخاصة في محيط خان يونس جنوب القطاع، حيث سُجلت اليوم إصابات مباشرة في صفوف الجيش:
إصابة جنديين برصاص قناصة في خان يونس، أحدهما من الكتيبة 74 المدرعة، إثر استهداف دبابة بصاروخ مضاد للدروع.
سلاح الجو الإسرائيلي شنّ سلسلة غارات عنيفة على مواقع جنوب القطاع، وسط تقديرات بإصابات في صفوف المقاومة.
مصادر عسكرية ذكرت هبوط عدة مروحيات إخلاء طبي في مستشفيات بيلنسون وتل هشومير، تنقل جنودًا جرحى من غزة.
الناطق باسم الجيش أشار إلى الحاجة لقوات نظامية إضافية لتخفيف العبء عن الاحتياط، ما يعكس حجم الاستنزاف القائم.
التحقيقات العسكرية في أحداث 7 أكتوبر تكشف فشلًا ذريعًا في التصدي لهجوم حماس على بلدة ياخيني، وعدم قيام أفراد غرفة الاستنفار بمهامهم.
ثانياً: الشأن الإسرائيلي الداخلي
المشهد السياسي في إسرائيل يتجه نحو الانفجار الداخلي في ظل تعمّق أزمة قانون التجنيد:
جلسة دراماتيكية في الكنيست اليوم مع توجه أحزاب الحريديم لتفكيك الحكومة إذا لم يتم الاتفاق على قانون إعفاءهم من الخدمة العسكرية.
أكثر من 54 ألف أمر تجنيد للحريديم سيُصدر الشهر المقبل، ما يزيد الضغوط على الكتل الدينية.
اقتراحات لحل الكنيست باتت مطروحة رسميًا، وتقديرات أن التصويت على حلها قد يتم في ساعات الليل.
وزير الجيش يسرائيل كاتس، والمستشارة القانونية للكنيست، وأعضاء الائتلاف يعقدون اجتماعات مكثفة لتفادي الانهيار.
نتنياهو مثل أمام المحكمة صباح اليوم وأبلغ القضاة بأنه مريض، ما فُسّر بأنه محاولة للهروب من الضغط القضائي والإعلامي.
كما تسود مخاوف أمنية استثنائية بسبب حفل زفاف نجل نتنياهو المتوقع، حيث أقام الشاباك ملجأ محصنًا في المزرعة وسط تحذيرات من احتمال استهدافه بصواريخ المقاومة، دون وجود ملاجئ كافية لبقية المدعوين.
ثالثاً: الشأن الدولي
الولايات المتحدة تواصل الضغط على حكومة نتنياهو لدفعها نحو إنهاء الحرب. ووفق تسريبات من القناة 12، فإن دونالد ترامب نفسه دخل على خط الوساطة.
وزير الخارجية الإسرائيلي رفض تلقي اتصال من نظيره البريطاني احتجاجًا على العقوبات المفروضة على سموتريتش وبن غفير.
رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون سيزور إسرائيل قريبًا وسيلقي كلمة أمام الكنيست في 22 يونيو، في مؤشر على استمرار الدعم الجمهوري رغم تراجع المزاج الدولي.
تصريحات لافتة من السفير الأمريكي في تل أبيب قال فيها: "إذا كانت إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، فهذا أمر سيئ للغاية".
على الجانب الإيراني، أعلنت طهران عن اختبار صاروخ جديد يحمل رأسًا حربيًا يزن طنين، ما أثار قلقًا أمنيًا إسرائيليًا.
رابعاً: آراء وتحليلات إسرائيلية
سموتريتش يواصل نهجه المتشدد، معلنًا رفضه إدخال أي مساعدات لغزة، ومؤكدًا أن أي صفقة مع حماس الآن ستكون خطأً فادحًا.
هاجم السلطة الفلسطينية واصفًا إياها بـ"العدو الأضعف"، مشددًا أن "القضاء على حماس يجب أن يتم خلال شهرين أو ثلاثة على الأكثر".
أضاف أن فرض حكم عسكري على غزة سيكون مكلفًا جدًا و"هراء ببساطة"، لكنه حذر من أن إسقاط الحكومة والتوجه لانتخابات أثناء الحرب سيكون كارثة وطنية.
نتنياهو في خطابه اليوم في الكنيست تحدث بثقة: "لن نستسلم، سننتصر، سنقضي على حكم حماس ونعيد الأسرى".
وزراء في الحكومة باتوا يدعون علنًا إلى إنهاء الحرب، مع تحذيرات متزايدة من استمرار احتجاز الأسرى، مما يشير إلى تصاعد الانقسام في المستوى السياسي.
تسريبات من القناة 12 تفيد بأن الرد الإسرائيلي على الوسطاء تضمن مرونة جديدة في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى، رغم تصريحات متشددة من وزراء يمينيين.
يعكس "المشهد الإسرائيلي" اليوم صورة كيان مأزوم على المستويات كافة: ميدانيًا مستنزف، وسياسيًا متصدّع، ودوليًا مضغوط. الحرب على غزة لم تعد مجرد معركة عسكرية، بل تحوّلت إلى اختبار استراتيجي وجودي لحكومة نتنياهو التي باتت تواجه خيارين أحلاهما مرّ: الاستمرار بالحرب وسط تصاعد الخسائر، أو القبول بتسوية تضعف هيبتها أمام جمهورها. الأيام القادمة قد تحمل تغييرات دراماتيكية، سواء في جبهة غزة أو على خارطة الحكم في تل أبيب.









