العبوة تسبق الرصاصة… والميدان يحكم

من الاعترافات الصهيونية إلى ساحات القتال في غزة: المقاومة تغيّر قواعد الاشتباك وتستنزف الجيش الإسرائيلي

profile
  • clock 12 يوليو 2025, 2:55:21 م
  • eye 474
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

 إعداد: رامي أبو زبيدة – باحث في الشأن العسكري والأمني


في مشهد غير مسبوق منذ انطلاق عدوان الاحتلال على غزة في 7 أكتوبر، تتوالى اعترافات القادة العسكريين الإسرائيليين بفشلهم العملياتي في الميدان، وسط تصاعد الضربات المركبة للمقاومة الفلسطينية، واتساع حالة التململ داخل المجتمع العسكري الصهيوني.

ففي سلسلة تصريحات نقلتها شبكة "CNN" عن رئيس العمليات السابق في جيش الاحتلال، يتضح حجم الأزمة التي يعيشها الجيش الإسرائيلي على المستويات التكتيكية والاستخبارية، إذ قال:

> "حماس استغلت وقت الحرب لدراسة أنماط عمل الجيش الإسرائيلي، وبَنَت عملياتها على نقاط ضعفه... المعركة اليوم هي معركة كمائن وعبوات، تديرها حماس عبر خلايا صغيرة وتُباغت بها القوات من مسافة الصفر."

🔻 العبوة تسبق الرصاصة… والميدان يحكم

هذه الاعترافات تتقاطع مع ما كشفته تقارير إسرائيلية عن تزايد اعتماد المقاومة على العبوات الناسفة (شواظ – مصائد الأنقاض)، وتراجع فاعلية الذكاء الاصطناعي والمعدات التكنولوجية التي يعوّل عليها الجيش في الكشف عن الشراك الخداعية.
الدمار الواسع الذي خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية في القطاع، انقلب إلى غابة قتالية مثالية لصالح المقاومة، تعيق الكاميرات، وتعطّل المجسات، وتُربك حركة الآليات.

🔻 صوت الجنود من قلب المحرقة: "الاستنزاف يسحقنا"

في مشهد يندر أن يظهر للعلن، بثّت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" تصريحات من جنود يخدمون حاليًا في غزة، تتهم القيادة السياسية بالزجّ بهم إلى الجحيم، مقابل إعفاء عشرات آلاف الحريديم من الخدمة العسكرية.

> أحد الجنود قال: "يُرسلوننا إلى الموت في غزة بينما الحاخامات والسياسيون يعيشون في ترف… نحن نُستنزف يومًا بعد يوم حتى الانهيار".

هذا التململ يُعدّ أخطر مؤشر على تآكل الجبهة الداخلية للعدو، وغياب الثقة بين الجنود ومؤسسات القرار، لا سيما مع تصاعد الخسائر البشرية في صفوف قوات النخبة، وغياب الأفق لحسم المعركة.

🔻 غزة تُدير المعركة… والاحتلال يلهث خلف الفشل

المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، نجحت في فرض قواعد اشتباك جديدة، تجمع بين التمويه، والانغماس، والكمائن، والضربات النفسية، كما ظهر في توثيق عملية عبسان، ومحاولات الأسر المتكررة، التي أربكت منظومة الردع الصهيونية.

ومع كل يومٍ يمضي، تتضح معادلة جديدة:
كلما طالت الحرب، زادت خسائر الاحتلال، وتعمّق استنزافه... بينما تثبت المقاومة قدرتها على المناورة والتكيف والتصعيد.


المقاومة تحوّلت من حالة الدفاع إلى المبادرة التكتيكية الذكية.

الكمائن والعبوات أصبحت عقيدة عملياتية ناجعة تعيد صياغة الميدان.

الانقسامات داخل الجيش تتسارع، والروح المعنوية في أدنى مستوياتها.

"إسرائيل" باتت بلا أفقٍ للانتصار، وغزة تتقن إدارة حرب النفس الطويل.

التعليقات (0)