مناورة مكثّفة في القطاع واستعداد لإقامة عسكرية: هكذا ستبدو المرحلة القادمة من عملية "مركبات جدعون"

profile
  • clock 17 مايو 2025, 1:01:40 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

رون كريسي، عيناف حلبي - يديعوت أحرونوت

في الأيام الأخيرة، شنّ الجيش الإسرائيلي هجمات موسعة في قطاع غزة وسيطر على مناطق استراتيجية، كجزء من التحضيرات للمرحلة القادمة من العملية، والتي ستتضمن مناورة برية مكثفة تهدف إلى احتلال تدريجي لأجزاء من القطاع والاستعداد لإقامة عسكرية طويلة الأمد فيها. في غزة، أفادت التقارير عن قصف مدفعي متواصل، وزُعم أن أكثر من 250 شخصًا قُتلوا خلال يومين.

في إطار الخطوات الافتتاحية لعملية "مركبات جدعون"، هاجم الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة بشكل موسع قطاع غزة، ودفع بقوات للاستيلاء على مناطق استراتيجية. حالياً، يستعد الجيش للمراحل التالية، التي من المتوقع أن تشمل مناورة مكثفة في القطاع بهدف احتلال تدريجي لأجزاء منه والاستعداد لإقامة عسكرية طويلة الأمد هناك. في غضون ذلك، أفادت التقارير من داخل القطاع صباح اليوم (السبت) عن قصف مدفعي عنيف بالقرب من مدينة غزة، وكذلك عن إطلاق نيران كثيف في منطقة بيت لاهيا والشجاعية. ووفقًا لتقارير من غزة، قُتل فلسطينيان وأُصيب عدد آخر في هجوم على خان يونس.

كذلك، مساء أمس وخلال الليل، أفادت غزة بحدوث انفجارات في شمال القطاع، ونيران كثيفة من قوات الجيش الإسرائيلي. كما وردت تقارير عن تجدد القصف المدفعي وإطلاق نيران من مركبات عسكرية إسرائيلية من جهة الشرق في حي التفاح، شرقي مدينة غزة. ووفقًا للتقارير، "الجيش الإسرائيلي يقصف مبانٍ في شمال القطاع". وخلال الليل، وردت تقارير عن هجمات في خان يونس، جباليا ودير البلح.

مساء أمس، قبل منتصف الليل بقليل، أكّد الجيش الإسرائيلي أنه قام بعمليات كجزء من الخطوات الافتتاحية لعملية "مركبات جدعون" وتوسيع الحملة في غزة. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: "كل هذه العمليات تهدف إلى تحقيق أهداف الحرب في غزة، بما في ذلك تحرير الأسرى وهزيمة حماس. ستواصل قوات الجيش في قيادة الجنوب العمل لحماية مواطني إسرائيل وتحقيق أهداف الحرب".

صدر هذا البيان الدراماتيكي من الجيش بعد ساعات قليلة من انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، وفي وقت لم يحرز فيه تقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى في الدوحة. في الأيام الأخيرة، تصاعدت الهجمات في القطاع بشكل ملحوظ، ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 250 شخصًا منذ صباح الخميس – وهي الهجمات الأكثر دموية في غزة منذ انهيار وقف إطلاق النار في مارس.

أشار محلل الشؤون الأمنية، رون بن يشاي، أمس إلى أن القصف المكثف نسبيًا في شمال القطاع يهدف إلى دفع السكان العائدين إلى النزوح جنوبًا، لكن يبدو أنه لا يوجد حتى الآن عملية برية، والهدف هو الضغط على حماس خلال مفاوضات الدوحة. ووفقًا لمصادر عسكرية، "جزء من عملية مركبات جدعون هو نقل السكان الفلسطينيين. حالياً، هناك بشكل أساسي تحضيرات تمهيدًا لدخول بري في إطار العملية".

العملية العسكرية "مركبات جدعون" ستنفذ على ثلاث مراحل رئيسية:

  • المرحلة الأولى التي نُفّذت بالفعل – التحضيرات؛
    المرحلة الثانية التي بدأت بالفعل – إطلاق نار تمهيدي من الجو والأرض، ودفع غالبية السكان المدنيين في القطاع نحو ملاجئ آمنة في منطقة رفح؛
    المرحلة الثالثة – مناورة برية مكثفة للسيطرة التدريجية على أجزاء من القطاع والاستعداد لإقامة عسكرية طويلة الأمد فيها.

المرحلة الثانية، والتي بحسب بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يبدو أنها في أوجها حاليًا، تتضمن كما ذُكر إطلاق نار تمهيدي مكثف، إلى جانب دعوة لسكان غزة في جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك المناطق التي لم يدخلها الجيش بعد – للإخلاء إلى مناطق آمنة تم إعدادها مسبقًا لهم. في هذه المرحلة سيتم تشغيل ما يسمى "مصافي العبور"، وهي نقاط تفتيش تهدف إلى تصفية الأشخاص المتجهين جنوبًا نحو منطقة رفح، بطريقة تمنع قدر الإمكان عبور مسلحين، لا سيما إذا كانوا يحملون أسلحة، إلى مناطق الإيواء الآمنة.

المرحلة الثالثة: مناورة برية وتطهير شامل

في المرحلة الثالثة من العملية، سيدخل الجيش الإسرائيلي إلى مناورة في المناطق التي تم إخلاؤها، والتي بقي فيها بالأساس مقاتلو الفصائل المسلحة المختلفة في القطاع. ستُنفذ المهمة تحت الأرض وفقًا للنموذج الذي جُرّب في رفح وأطراف خان يونس في إطار العملية التي قادتها قيادة الجنوب والتي انتهت. الهدف: قطع الصلة فوق الأرض وتحتها بين كتائب وسرايا القتال التابعة لحماس والجهاد الإسلامي، أو ما تبقى منها، والتعامل مع كل منها على حدة بواسطة قوات ستمكث لفترة طويلة في الميدان، وستتعرف عليه وبالتالي ستكون قادرة على تفادي الكمائن والعبوات الناسفة.

ستعمل القوة في الميدان بشكل منهجي، حيث ستسوّي بالأرض المباني التي يمكن أن تُستخدم كملاجئ قتال لحماس، وستسعى لكشف وتدمير الأنفاق التي يُفترض أن تستخدمها الحركة في حرب عصابات مفاجئة ضد القوات على الأرض. من المفترض أن تمنع هذه المرحلة قادة حماس من تحريك القوات من مكان إلى آخر أو إرسالهم إلى مناطق الإيواء الآمنة، كما ستمنع الحركة من السيطرة على المقاتلين أو تجنيد مقاتلين جدد، إذ لن يتوفر لها دعم إنساني يمكّن من تمويل هذا التجنيد، كما لن تتوفر لها قاعدة من الشباب يمكن تجنيدهم.

المرحلة الأطول: احتلال تدريجي وملاحقة الأنفاق

ستستمر مرحلة السيطرة التدريجية على أجزاء من القطاع، مع عزلها فوق الأرض وتحتها عن المناطق الأخرى، لعدة أشهر، وبعدها ستبقى القوات في الميدان لمنع حماس من الظهور مجددًا فوق الأرض، وستعمل على تقويض من تبقى من المسلحين بشكل منهجي – وخاصة منظومة الأنفاق والمباني (كالمدارس والمنشآت العامة الأخرى) التي يستخدمونها.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)