مليارات الدولارات تهرب من بورصة تل أبيب: المستثمرون الأجانب ينسحبون بعد الحرب مع إيران

profile
  • clock 6 أغسطس 2025, 12:35:08 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

كشفت بيانات رسمية صادرة عن وحدة الأبحاث في بورصة تل أبيب أن المستثمرين الأجانب بدأوا في تقليص انكشافهم على السوق الإسرائيلية بشكل كبير، لأول مرة منذ بداية عام 2025، حيث قاموا ببيع أسهم بقيمة نحو 2 مليار شيكل (ما يعادل 589 مليون دولار) في الفترة بين منتصف يونيو ونهاية يوليو، على خلفية التوترات المتصاعدة في المنطقة بعد الحرب مع إيران.

انخفاض حاد في مشتريات الأجانب

ووفق البيانات، فإن إجمالي مشتريات الأجانب منذ بداية العام تراجع من 10.5 مليارات شيكل إلى 8.5 مليارات فقط، مما يعكس تغيرًا دراماتيكيًا في المزاج الاستثماري الدولي تجاه السوق الإسرائيلية.

هذا التراجع جاء رغم أن المؤشرات الرئيسية في بورصة تل أبيب سجلت مستويات قياسية جديدة خلال الأشهر الأخيرة، ما يشير إلى أن المستثمر المحلي بات هو المحرك الرئيسي لنمو السوق، بينما تحول المستثمرون الأجانب إلى البيع.

وقال أودي نير، رئيس وحدة الأبحاث في البورصة، إن "المستثمرين الأجانب كانوا القوة الدافعة الرئيسية وراء مشتريات الأسهم منذ بداية العام وحتى عشية الحرب مع إيران"، مضيفًا أن تلك الفترة شهدت استثمارهم نحو 10.5 مليارات شيكل (نحو 3.1 مليارات دولار)، منها 6.2 مليارات في أسهم البنوك و1.9 مليار في شركات الدفاع.

ماذا باع المستثمرون الأجانب؟

تشير البيانات إلى أن المستثمرين الأجانب واصلوا شراء أسهم شركات الدفاع خلال يوليو، لكن بقيمة متواضعة لا تتعدى 200 مليون شيكل. في المقابل، قاموا بعمليات بيع واسعة في قطاعات التكنولوجيا الحيوية، التأمين، العقارات، والمصارف، في تناقض واضح مع سلوك المستثمرين المحليين الذين عززوا استثماراتهم.

ففي يوليو، ضخ المستثمرون المحليون قرابة 2.9 مليار شيكل في السوق، ارتفاعًا من 1.9 مليار في يونيو. كذلك، انضمت المؤسسات المالية المحلية إلى هذا التوجه، حيث اشترت أسهمًا بنحو 600 مليون شيكل، مقارنة بـ500 مليون في الشهر السابق.

انتعاش تداولات محلية رغم الانسحاب الأجنبي

ورغم الانسحاب الأجنبي، فقد شهدت السوق الإسرائيلية ارتفاعًا في قيم التداول اليومية لتصل إلى 3.8 مليار شيكل، واستمرت موجة المكاسب التي بدأت في يونيو، خلال الحرب وبعدها.

وتعزو بورصة تل أبيب هذا النشاط إلى "انخفاض ملموس في تقدير المخاطر المرتبطة بالسوق الإسرائيلية"، كما انعكس في مرونة المؤشرات المحلية خلال فترة المواجهة مع إيران.

مؤشرات قياسية وقطاعات رابحة

حققت المؤشرات الرائدة مكاسب واضحة في يوليو:

مؤشر TA-35 ارتفع بنسبة 2.2%

مؤشر TA-90 ارتفع بنسبة 1.3%

مؤشر TA-125 ارتفع بنسبة 2.1%

وسجلت هذه المؤشرات مستويات قياسية عدة مرات خلال الشهر:

TA-35 حقق 4 أرقام قياسية

TA-90 سجل 6 أرقام قياسية

TA-125 سجل 5 أرقام قياسية

أما أبرز القطاعات الرابحة فكانت:

مؤشر التأمين الذي قفز بنسبة 10.8%

مؤشر البنية التحتية للطاقة الذي ارتفع بـ8.8%

مؤشر التكنولوجيا الذي نما بـ4.3%

تكشف هذه التطورات عن تناقضٍ صارخ بين ثقة المستثمرين المحليين وتخوف المستثمرين الأجانب، الذين يُقلصون وجودهم بسبب تصاعد الأخطار الإقليمية وعدم الاستقرار السياسي في إسرائيل. فرغم مؤشرات الأداء الإيجابية، تبقى الشكوك حول الأفق الاستراتيجي الإسرائيلي، خاصة بعد الحرب مع إيران، حاضرة بقوة لدى المستثمرين الدوليين.

التعليقات (0)