تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، بمقتل أحد عناصره خلال عملية عسكرية في جنوب قطاع غزة، وذلك بعد تعرض وحدة إسرائيلية لانفجار عبوة ناسفة أدت إلى انهيار مبنى كانوا بداخله، في مشهد يعكس تصاعد الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال العدوان المتواصل على القطاع.

تفاصيل العملية ومقتل الرقيب دانييلو موكنو

بحسب بيان رسمي، فإن القتيل هو الرقيب أول دانييلو موكنو، من مستوطنة "حولون"، ويخدم في القيادة المتقدمة لكتيبة 82، التابعة للواء المدرع "ساعر جولان". وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن موكنو لقي مصرعه خلال عملية قتالية جنوب القطاع، إثر انفجار عبوة ناسفة تسببت بانهيار المبنى الذي كان يتحصن فيه.

وأضافت المصادر أن الانفجار ذاته أسفر عن إصابة جندي آخر بجروح متوسطة، وقد تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ثاني قتيل في عملية "عربات جدعون"

ويُعد موكنو ثاني جندي يُقتل ضمن إطار عملية "عربات جدعون"، وهي العملية العسكرية التي ينفذها الاحتلال ضمن سلسلة توغلات برية في قطاع غزة. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، يوم أمس الثلاثاء، عن مقتل الجندي يوسف يهودا حيرك من كتيبة الهندسة 601.

ووفق تحقيق أولي، فإن وحدة هندسية دخلت مبنى بهدف فحص فتحة نفق لتفجيره، لكن المقاومة الفلسطينية قامت بتفجير عين النفق، ما أدى إلى مقتل الجندي وتضرر الوحدة.

تصاعد مقاومة الفصائل الفلسطينية

وتواصل كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إلى جانب بقية فصائل المقاومة، التصدي لمحاولات التوغل الإسرائيلي في مختلف محاور قطاع غزة. وتؤكد الكتائب أنها تواصل إيقاع خسائر بشرية ومادية مباشرة في صفوف جنود الاحتلال، رغم القصف الكثيف المستمر.

تجدد العدوان منذ 18 آذار بعد خرق التهدئة

وكانت إسرائيل قد جدّدت عدوانها على قطاع غزة منذ فجر 18 آذار/مارس 2025، منقلبة على اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية، واستمر قرابة 60 يومًا فقط. وقد أسفر هذا العدوان المتجدد عن استشهاد وإصابة أكثر من 12 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال.

حصيلة الحرب: آلاف الضحايا ومجازر لا تتوقف

ومنذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة، تواصل إسرائيل تنفيذ ما وصفته المنظمات الدولية بـ"إبادة جماعية" ضد سكان قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى 174,500، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود لا يزالون تحت الأنقاض أو مجهولي المصير، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية والمنازل.

يمثل مقتل الجنود الإسرائيليين في غزة دليلًا إضافيًا على فشل الرهانات العسكرية لحكومة الاحتلال، التي تواجه مقاومة شرسة وخسائر مستمرة، وسط ضغط داخلي وخارجي متصاعد لإنهاء العدوان. ومع ارتفاع حصيلة القتلى إلى 858 جنديًا منذ بدء الحرب، يبدو أن كلفة العدوان على غزة باتت تتجاوز بكثير حسابات الحكومة الإسرائيلية.