تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

شهدت مدينة ليفربول البريطانية، أمس، مظاهرة ضخمة حاشدة لدعم قطاع غزة، والتنديد بما وصفه المتظاهرون بـ"حرب التجويع والإبادة" التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. وجاءت هذه التظاهرة في وقت يشهد فيه القطاع تصعيدًا عسكريًا متواصلًا، وسط موجة واسعة من التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.

تفاصيل المظاهرة في ليفربول

نظم آلاف المواطنين البريطانيين، بالإضافة إلى جاليات فلسطينية وعربية، مظاهرة حاشدة في وسط مدينة ليفربول، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات مكتوب عليها شعارات تندد بالعدوان الإسرائيلي وتطالب بوقف الحصار على غزة فوراً.

ورفع المتظاهرون شعارات مثل:

"أوقفوا المجازر في غزة"

"الحرية لفلسطين"

"كفى إبادة وتجويع"

وأعلن المتظاهرون أنهم يطالبون حكومتهم باتخاذ إجراءات عملية ضد إسرائيل، تشمل الضغط السياسي والدبلوماسي على تل أبيب، ووقف أي تعاون عسكري أو اقتصادي مع الاحتلال.

أسباب المظاهرة

أكد منظمو التظاهرة أن الهدف الأساسي هو إظهار التضامن الشعبي مع غزة، والتنديد بما وصفوه بسياسة الإبادة والتجويع التي تمارسها إسرائيل ضد المدنيين.

وأشاروا إلى أن القطاع يعاني من حصار خانق مستمر منذ أكثر من 18 عامًا، إلى جانب القصف المستمر والهجمات المتكررة، التي أدت إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير البنية التحتية.

كما أكدت الشعارات والبيانات الموزعة خلال التظاهرة على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية في حماية المدنيين، وضمان احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي.

مشاركة الجاليات الفلسطينية والعربية

شهدت المظاهرة مشاركة واسعة من الجاليات الفلسطينية والعربية في مدينة ليفربول، حيث قدم المشاركون بيانات ووثائق توثق الانتهاكات الإسرائيلية، مطالبين بـ:

رفع الحصار عن غزة.

محاكمة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية.

تقديم الدعم الإنساني العاجل للفلسطينيين في القطاع.

وأكدت الجاليات الفلسطينية أن هذه التظاهرات تهدف إلى توعية الرأي العام البريطاني والعالمي بالمعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون، وضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري لإنقاذ المدنيين.

ردود فعل السلطات البريطانية

في المقابل، أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن السلطات البريطانية وفرت تسهيلات أمنية كبيرة للمظاهرة، لضمان عدم وقوع أي احتكاك بين المشاركين والمارة، وللسماح بالتعبير السلمي عن الرأي.

كما أشاد بعض المسؤولين المحليين بحق المواطنين في التعبير عن تضامنهم مع القضايا الإنسانية، مؤكدين أن حرية التظاهر من الحقوق الأساسية في المملكة المتحدة، طالما تم الالتزام بالقوانين المنظمة للتجمعات العامة.

السياق الدولي للتضامن مع غزة

تأتي هذه المظاهرة في إطار موجة واسعة من التضامن الدولي مع غزة، حيث نظمت مدن أوروبية عديدة تظاهرات مماثلة في لندن وباريس وبرلين ومدريد، دعماً للمدنيين الفلسطينيين، وتنديداً بالعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.

وتشير تقديرات المنظمات الحقوقية إلى أن هذه المظاهرات تزيد الضغط على الحكومات الغربية لوقف الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل، والعمل على إنهاء الحصار وتحقيق حلول إنسانية عاجلة.

مظاهرات ضد التجويع والإبادة

شدد المتظاهرون في ليفربول على أن استمرار الحصار وحرمان المدنيين من الغذاء والدواء والكهرباء يمثل جريمة ضد الإنسانية.
وأكدوا أن المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك النساء والأطفال، يعانون من نقص حاد في الخدمات الأساسية، وأن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه هذا الوضع.

كما طالب المشاركون بإرسال مساعدات عاجلة إلى غزة، تشمل الغذاء والماء والأدوية، مشددين على أن الصمت الدولي يعني استمرار المعاناة وارتفاع عدد الضحايا.

دور الإعلام والمجتمع المدني

شهدت المظاهرة تغطية واسعة من وسائل الإعلام المحلية والدولية، التي سلطت الضوء على حجم المشاركة والرسائل المطروحة.
وأكد ناشطون أن هذه التغطية تساهم في توسيع دائرة الضغط الدولي على إسرائيل، وإظهار أن هناك وعيًا عالميًا بما يجري في غزة والضفة الغربية.

كما شارك عدد كبير من المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني البريطاني في المظاهرة، مطالبين بتطبيق القانون الدولي، وحماية المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.

رسالة المظاهرة

تلخصت رسالة المتظاهرين في ليفربول في مطالبتهم بـ:

وقف القصف الإسرائيلي فورًا.

رفع الحصار عن غزة.

محاكمة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب.

دعم الشعب الفلسطيني سياسيًا وإنسانيًا.

وأكد المشاركون أن التضامن مع الفلسطينيين واجب أخلاقي وإنساني، وأن هذه التظاهرات ستستمر حتى تتحقق العدالة الدولية ويُوقف الانتهاك المستمر لحقوق الفلسطينيين.