تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: محمد خميس

شهدت مدينة بئر السبع، اليوم الخميس، تظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف الفلسطينيين، رفضًا لـسياسات الهدم والاقتلاع والتهجير التي تستهدف القرى العربية في النقب، ضمن ما بات يُعرف بـ"مظاهرة الكرامة القُطرية".

احتشاد الآلاف وسط إضراب شامل في النقب

تجمّع نحو 15 ألف متظاهر في محيط ما يُسمى بـ"سلطة توطين البدو"، وهي الجهة الحكومية الإسرائيلية المسؤولة عن تنفيذ مخططات التهجير في النقب، وذلك بالتزامن مع إضراب عام وشامل تشهده المنطقة احتجاجًا على سياسة هدم المنازل بحجة "البناء غير المرخص".

هذه التظاهرة تُعد من أكبر التحركات الشعبية التي يشهدها النقب في السنوات الأخيرة، في ظل تصاعد الاحتجاجات ضد التمييز والإجراءات العنصرية بحق الفلسطينيين هناك.

وحدة الصف: مشاركة واسعة من مختلف القرى العربية

ما يميز مظاهرة اليوم هو مشاركة ممثلين من جميع القرى والبلدات العربية في النقب، في رسالة واضحة تعكس وحدة الغضب الشعبي والرفض الجماعي لـ"سياسة الاقتلاع" الإسرائيلية، التي تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين.

وشدد المشاركون على أن هذه التظاهرة ليست حدثًا عابرًا، بل جزء من تحرك شعبي مستمر لمواجهة مخططات التهجير وهدم القرى غير المعترف بها.

أعلام سوداء وهتافات ضد التهجير

رفع المتظاهرون أعلامًا سوداء ولافتات تعبّر عن رفضهم للسياسات العنصرية، كتب على بعضها: "لن نُقتلع من أرضنا"، و"الهدم لن يكسر إرادتنا"، فيما صدحت الحناجر بهتافات مناهضة لـ"سلطة توطين البدو"، التي يعتبرها السكان أداة تهجير وليست جهة تنموية.

تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال تواصل منذ سنوات تنفيذ عمليات هدم مكثفة للبيوت والمنشآت في القرى الفلسطينية بالنقب، متذرعةً بأنها "غير مرخصة"، رغم رفضها الاعتراف بهذه القرى أو تزويدها بالبنية التحتية والخدمات الأساسية.

تصعيد ميداني قد يتواصل

بحسب مراقبين، فإن حجم المشاركة في مظاهرة اليوم يعكس تصعيدًا ميدانيًا وشعبيًا غير مسبوق في النقب، ما قد يُنذر بمزيد من التوتر، خاصة إذا استمرت السلطات الإسرائيلية في تجاهل مطالب الأهالي بوقف الهدم والاعتراف بالقرى القائمة.

وأكد منظمو المظاهرة أن الاحتجاجات ستتواصل، داعين المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى الضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها العنصرية في النقب، وضمان حق السكان في السكن والتطور والعيش بكرامة على أرضهم التاريخية.