تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في موقف موحّد وغير مسبوق، عبّر زعماء مسلمو الهند وقادة كبرى المنظمات الإسلامية الهندية عن دعمهم الكامل لقطاع غزة، مطالبين الحكومة الهندية باتخاذ خطوات جادة لوقف الإبادة الجماعية والتجويع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي حاشد عُقد في نادي الصحافة الهندي في نيودلهي، شارك فيه عدد من كبار العلماء والقادة الدينيين والناشطين البارزين، منهم:

سعادة الله الحسيني، رئيس الجماعة الإسلامية في الهند

الشيخ علي أصغر إمام مهدي السلفي، رئيس جماعة أهل الحديث

الشيخ محسن تقوي، العالم الشيعي المعروف

الدكتور ظفر الإسلام خان، رئيس مفوضية الأقليات السابق

عبد الحفيظ، رئيس اتحاد الطلبة المسلمين
إلى جانب ممثلين عن جمعية علماء الهند.

دعوة لاستعادة الموقف التاريخي للهند في دعم فلسطين

وخلال المؤتمر، شدد المتحدثون على ضرورة أن تعود الهند إلى موقفها التاريخي المؤيد للقضية الفلسطينية، وهو الموقف الذي تبنته حتى قبل الاستقلال. وأكد الحسيني أن على الحكومة الهندية أن تلتزم بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، وألا تقدم أي دعم لـ"إسرائيل"، بل يجب أن ترفع صوتها ضد العدوان الإسرائيلي على غزة.

القانون الدولي يتعرض للانهيار

بدوره، قال الدكتور ظفر الإسلام خان إن ما تقوم به إسرائيل يعد انهيارًا للقانون الدولي، رغم جهود استمرت أكثر من قرن ونصف لترسيخه. وأشار إلى أن أكثر من 140 دولة طالبت بوقف العدوان، كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر باعتقال بنيامين نتنياهو ووزيرين من حكومته.

كما أكد خان أن أغلبية شعوب العالم تقف اليوم مع فلسطين، مشيرًا إلى أن دولًا في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية اتخذت إجراءات قانونية ضد إسرائيل، بينما يواصل التحالف الغربي دعمه للمحتل رغم اعترافه بعدم شرعية ما يجري في غزة.

إبادة جماعية تُبث على الهواء مباشرة

وفي وصفه للوضع الإنساني الكارثي، أشار خان إلى أن ما يحدث في غزة هو أول إبادة جماعية في التاريخ الحديث تُنفذ على مدار الساعة وتُبث لحظة بلحظة عبر شاشات التلفاز، دون أن يحرك العالم ساكنًا.

كما حذّر من أن القصف الإسرائيلي لا يستثني أحدًا، حتى من يصطفون لتلقي المساعدات أو يحتمون في خيام يُزعم أنها "مناطق آمنة". وأكد أن الهدف النهائي هو تهجير سكان القطاع بالكامل، وهو مخطط إسرائيلي قديم.

انتقاد حاد لصمت الدول العربية والإسلامية

ووجّه خان انتقادات لاذعة لصمت الدول الإسلامية والعربية، معتبرا أن هذا الصمت هو "عار تاريخي ستُحاسَب عليه هذه الدول". وأكد أن فلسطين عضو في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، ومع ذلك تُترك وحيدة تواجه مجزرة مروعة وغير مسبوقة.