تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أقام مستوطنون إسرائيليون خلال الساعات الماضية بؤرتين استيطانيتين جديدتين في أراضي بلدة عقربا جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، في خطوة تؤكد تصعيدًا خطيرًا في مخططات الاحتلال الاستيطانية.

وأفادت مصادر محلية فلسطينية بأن البؤرة الأولى أُقيمت في منطقة خربة الطويل شرق البلدة، حيث نصب المستوطنون كرافانات وخيامًا وشرعوا بأعمال تجريف وتسوية للأرض، في إشارة إلى نية إنشاء مستوطنة دائمة في المنطقة.

أما البؤرة الثانية، فقد أُقيمت في المنطقة الجنوبية من البلدة، على أراضٍ زراعية تعود ملكيتها لمواطنين فلسطينيين، في انتهاك واضح للملكية الخاصة تحت حماية قوات الاحتلال.

سياسة "التحويل التدريجي" للبؤر إلى مستوطنات قائمة

تأتي هذه التحركات في إطار سياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، التي تُغض الطرف عن إقامة بؤر استيطانية "عشوائية" تتحول لاحقًا إلى مستوطنات رسمية معترف بها من قبل سلطات الاحتلال.

ويرى مراقبون أن هذا النمط من التوسع بات جزءًا من مخطط ممنهج لضم الضفة الغربية عبر خطوات متدرجة تبدأ ببؤر صغيرة وتنتهي بمستعمرات ضخمة تُغيّر معالم الأرض وتركيبتها السكانية.

دعوات لمقاومة التوسع الاستيطاني وتشكيل لجان حماية

في مواجهة هذا التصعيد، أطلقت فعاليات شعبية ووطنية فلسطينية دعوات عاجلة للتصدي لمحاولات الاستيطان الجديدة في عقربا وسائر مناطق الضفة الغربية، داعية إلى تشكيل لجان حماية شعبية وتكثيف الوجود الفلسطيني في المناطق المستهدفة لمنع المستوطنين من فرض وقائع جديدة على الأرض.

وأكدت هذه الدعوات أن ما يجري في جنوب نابلس يمثل تصعيدًا استراتيجيًا خطيرًا في سياق نهب الأراضي الفلسطينية، مطالبة بدعم كل أشكال المقاومة الشعبية لوقف الزحف الاستيطاني.

تصاعد ممنهج منذ "طوفان الأقصى"

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الاعتداءات اليومية للمستوطنين في مناطق جنوب وشرق نابلس، والتي شملت مصادرة أراضٍ، ومنع مزارعين من الوصول لأراضيهم، والاعتداء على الممتلكات، وسط دعم وحماية مباشرة من جيش الاحتلال.

ومنذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثفت سلطات الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بالتوازي مع عدوان مدمّر على قطاع غزة أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف، غالبيتهم من النساء والأطفال.