تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أصدر مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية بيانًا يعرب فيه عن قلقه العميق إزاء التصعيد العسكري المتسارع في منطقة الخليج، وذلك عقب الهجوم الإيراني المباشر على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، في إطار الرد الإيراني على ما وصفه بـ"العدوان الواسع" من قبل إسرائيل والولايات المتحدة على العمق الإيراني.

تحميل المسؤولية للسياسات الأمريكية والإسرائيلية

وأكد المركز أن السياسات العدوانية المتكررة لكل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تتحمل المسؤولية الأساسية في تفجير الأوضاع ودفع المنطقة نحو شفا صراع شامل. وأضاف أن استمرار الوجود العسكري الأجنبي، وعلى رأسه القواعد الأمريكية في الخليج، يُعد أحد أخطر عوامل التوتر وانعدام الاستقرار منذ عقود.

رفض استخدام الأراضي العربية كساحات صراع

وشدّد البيان على أن أمن الشعوب العربية والإسلامية وسلامة أراضيها خط أحمر لا يجوز تجاوزه تحت أي ذريعة. كما رفض المركز بشكل قاطع تحويل الدول العربية إلى ميادين صراع بين القوى الدولية أو أدوات لتصفية الحسابات الجيوسياسية بين المحاور المتصارعة.

دعوات استراتيجية لإعادة التوازن

وفي هذا السياق، دعا مركز حريات إلى عدة خطوات محورية، تشمل:

إخلاء المنطقة من القواعد العسكرية الأجنبية، والامتناع عن تحويلها إلى مستودع استراتيجي لصراعات لا تخدم شعوبها.

مواجهة النفوذ الصهيوني المتصاعد، الذي يتغلغل تحت شعارات أمنية واقتصادية.

تفعيل رؤية أمن إقليمي مستقل، تقوم على احترام السيادة الوطنية وتعزيز التعاون بين دول وشعوب المنطقة، بعيدًا عن الاستقواء بالجيوش الأجنبية.

دعوة لضبط النفس وتغليب المسارات السياسية

وفي ختام البيان، شدد المركز على أهمية ضبط النفس من جميع الأطراف الفاعلة، والعمل على تجنيب المدنيين والمنشآت الحيوية تبعات التصعيد العسكري، مشددًا على ضرورة تفعيل كل المسارات السياسية الممكنة لاحتواء الأزمة وإعادة الاعتبار لمصالح الشعوب بعيدًا عن أجندات الهيمنة والنفوذ.