تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

إجراء فوري يعكس موقفًا حاسمًا من الحرب

في خطوة سياسية غير مسبوقة، أعلنت حكومة إقليم كتالونيا في إسبانيا، اليوم الخميس، إغلاق ممثليتها للشؤون الخارجية ومكتبها التجاري في تل أبيب بشكل فوري، وذلك احتجاجًا على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

اتفاق سياسي داخل الإقليم يدفع القرار

وجاء هذا القرار عقب اجتماع عقده وزير رئاسة حكومة كتالونيا، ألبرت داماو، مع رئيسة حزب الكومونز، جيسيكا ألبياخ، حيث تم التوصل إلى توافق سياسي كامل بشأن الخطوة. وأكدت الحكومة أن هذه الخطوة تمثل جزءًا من التزامها بموقف إنساني واضح تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من انتهاكات جسيمة.

التأكيد على موقف متوازن ضد ازدواجية المعايير

من جانبه، شدد رئيس حكومة كتالونيا، صلاحادور إيلا، على أن "كتالونيا ملتزمة بموقف متوازن وعادل إزاء النزاعات الدولية"، مشيرًا إلى أن الحكومة لا تتبنى ازدواجية المعايير، في إشارة إلى المقارنة بين المواقف الأوروبية من الحرب في أوكرانيا والأحداث الجارية في غزة.

تأييد بلدي واسع وموقف ثقافي رافض

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "لافانغارديا" الإسبانية أن قرار الإغلاق جاء أيضًا بتوافق مع عدد من البلديات الكتالونية، التي رأت في هذه الخطوة وسيلة فعالة للضغط السياسي على إسرائيل من أجل وقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

كما عبّرت المتحدثة باسم الحكومة الكتالونية، سيلفيا بانيكي، عن قلقها من التناقض الغربي حيال مشاركة "إسرائيل" في مسابقة يوروفيجن، قائلة: "نحن ملتزمون التزامًا كاملًا بحقوق الإنسان، لكن النظرة المزدوجة تجاه مشاركة إسرائيل في يوروفيجن تضعف مصداقيتنا".

موقف ينسجم مع دعوات أوروبية لوقف العدوان

ويأتي هذا الموقف من حكومة كتالونيا متماشيًا مع دعوة رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إلى استبعاد إسرائيل من الفعاليات الثقافية والفنية الأوروبية، اعتراضًا على الانتهاكات المتواصلة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

تصاعد الاستياء الأوروبي من الحرب في غزة

ووفق ما أفادت به الإذاعة العامة الإسرائيلية، فإن قرار حكومة كتالونيا جاء ردًا مباشرًا على اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية ضد سكان غزة، في وقت يتزايد فيه الاستياء الأوروبي من سياسة الإبادة والتجويع التي تتبعها "إسرائيل".

أزمة إنسانية خانقة في غزة منذ مارس

تجدر الإشارة إلى أن "إسرائيل" تواصل سياسة التجويع الممنهج ضد نحو 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة منذ 2 مارس/آذار 2025، ما أدى إلى دخول القطاع مرحلة المجاعة وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا.

خرق متواصل لاتفاقات وقف إطلاق النار

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف عدوانه على قطاع غزة فجر 18 آذار/مارس 2025، بعد هدنة مؤقتة بدأت في 19 كانون الثاني/يناير الماضي. ومع ذلك، خرقت "إسرائيل" بنود الاتفاق بشكل متكرر، مواصلة عدوانها دون احترام لأي تفاهمات إنسانية أو دولية.

حصيلة ثقيلة منذ بدء الحرب على غزة

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل عدوانًا واسع النطاق على قطاع غزة، مدعومًا أميركيًا وأوروبيًا، أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 175 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، وسط صمت دولي مطبق.