تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

المقاومة تواصل التصدي لتوغلات الاحتلال وتكبده خسائر ميدانية فادحة رغم العدوان المتصاعد على غزة

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الخميس، عن قصف تجمع لجنود وآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي بوابل من قذائف الهاون الثقيلة والمتوسطة، وذلك في إطار المواجهات المتواصلة في محور شمال خان يونس جنوب قطاع غزة.

القصف استهدف منطقة "البداو" شمال المدينة

وأوضحت الكتائب في بيان مقتضب، أن العملية نُفذت تحديدًا في منطقة "البداو" شمال مدينة خان يونس، مؤكدة أن القصف أدى إلى استهداف مباشر لتجمعات وآليات عسكرية إسرائيلية كانت متمركزة في المنطقة.

ويُعد هذا الهجوم جزءًا من سلسلة عمليات تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد القوات المتوغلة في غزة، في محاولة منها لوقف التقدم البري والتصدي للاجتياحات العسكرية التي كثفها الاحتلال في الأيام الأخيرة.

عمليات موثّقة وكمائن محكمة تُفشل خطط الاحتلال

وتحرص فصائل المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام، على توثيق عملياتها بشكل مرئي، حيث تظهر المقاطع التي تُنشر عبر المنصات الإعلامية تفاصيل دقيقة للكمائن والهجمات النوعية التي كبدت الاحتلال خسائر بشرية ومادية كبيرة.

فقد أسفرت هذه العمليات، بحسب مصادر المقاومة، عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، كما شملت عمليات قصف لمدن ومستوطنات إسرائيلية باستخدام صواريخ متوسطة وبعيدة المدى، ما أربك حسابات الاحتلال وأجبره على تغيير استراتيجياته عدة مرات.

الرد على خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار

وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي جديد، عقب خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي. ورغم أن التهدئة استمرت شهرين، فإن الاحتلال استمر في خرق بنود الاتفاق، من خلال الغارات الجوية والاقتحامات البرية واستهداف المدنيين.

وردًا على ذلك، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي للاجتياحات، ورفعت وتيرة العمليات الميدانية في مختلف محاور القطاع، خصوصًا في مناطق خان يونس ورفح وغزة والشمال.

إبادة جماعية متواصلة بدعم أمريكي وصمت دولي

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أميركي مطلق، ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة، شملت القتل الممنهج، والتجويع، والتدمير، والتهجير القسري، دون أي التزام بالقرارات الدولية أو أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وحتى اليوم، خلّف هذا العدوان نحو 195 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة حادة ودمار واسع للبنية التحتية.

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتصعيد الجرائم بحق المدنيين، تؤكد المقاومة الفلسطينية أنها مستمرة في التصدي والمواجهة، وأنها قادرة على إلحاق خسائر مؤلمة بقوات الاحتلال رغم التفوق العسكري. وبينما يتسع نطاق المواجهة، يبقى الحل الحقيقي مرهونًا بوقف الإبادة ورفع الحصار ومحاسبة الجناة.