-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
كارثة مائية وإنسانية تهدد سكان غزة: سلطة المياه الفلسطينية تحذّر من انهيار شامل
غزة تموت عطشاً: خدمات المياه تنهار تحت القصف والحصار
كارثة مائية وإنسانية تهدد سكان غزة: سلطة المياه الفلسطينية تحذّر من انهيار شامل
-
10 مايو 2025, 3:50:38 م
-
411
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
أطلقت سلطة المياه الفلسطينية، اليوم السبت، نداءً إنسانيًا عاجلاً، محذرة من كارثة وشيكة تهدد حياة أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة الانهيار الكامل شبه التام في خدمات المياه والصرف الصحي، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.
غزة تموت عطشاً: خدمات المياه تنهار تحت القصف والحصار
في بيانها، أوضحت سلطة المياه أن الاحتلال الإسرائيلي دمّر بشكل منهجي البنية التحتية المائية، وقطع التيار الكهربائي، ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الأساسية، ما أدى إلى توقف شبه تام في تقديم خدمات المياه والصرف الصحي.
ووصفت غزة بأنها أصبحت "منطقة تموت عطشاً"، في ظل تراجع كميات المياه المستخرجة بنسبة تتراوح بين 70 و80%، وانخفاض حاد في معدل استهلاك الفرد إلى ما بين 3 و5 لترات يوميًا، وهو ما يقل كثيرًا عن الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية (15 لتراً يوميًا في حالات الطوارئ).
85% من المنشآت المائية متضررة… والأمراض تتهدد السكان
وبحسب التقييمات الفنية، فإن 85% من منشآت المياه والصرف الصحي تعرضت لأضرار جسيمة، ما أدى إلى تسرب المياه العادمة في المناطق السكنية، وامتلاء أحواض مياه الأمطار دون تصريف، مما يهدد بتفشي الأوبئة والأمراض المعدية، خاصة في ظل اضطرار السكان لاستخدام مياه مالحة غير صالحة للشرب أو الاستخدام الآدمي.
وأكدت السلطة أن هذا الوضع المتردي يشكل تهديدًا صحيًا وبيئيًا مباشراً، خاصة للأطفال وكبار السن والمرضى، الذين يواجهون أزمة مركبة تشمل العطش، وسوء الصرف الصحي، وتلوث البيئة.
الاحتلال يخرق القوانين الدولية: انتهاكات ترقى لجرائم حرب
وأشارت سلطة المياه إلى أن ما تقوم به إسرائيل يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك:
اتفاقية جنيف الرابعة التي تحمي المدنيين في أوقات الحرب.
اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.
نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وطالبت المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته، داعية إلى تدخل فوري لوقف العدوان ورفع الحصار، وتأمين الحماية للكوادر الفنية والعاملين في قطاع المياه، وتمكين الحكومة الفلسطينية من تنفيذ خطط الاستجابة الطارئة والتعافي.
دعوات عاجلة لإنقاذ ما تبقى
شددت سلطة المياه على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بـ:
وقف العدوان فورًا وإنهاء السياسات المنهجية للاحتلال.
رفع الحصار للسماح بإدخال المعدات والمستلزمات الحيوية.
تأمين حماية عاجلة للعاملين في مجال المياه والصرف الصحي.
وتعتبر السلطة أن إنقاذ القطاع المائي هو أولوية قصوى لإنقاذ الأرواح في قطاع غزة، حيث تمثل المياه النظيفة والصرف الآمن حجر الأساس في الوقاية من الأمراض وحفظ الكرامة الإنسانية.
خلفية العدوان: حرب مستمرة بلا توقف
تأتي هذه التحذيرات في وقت استأنف فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المكثف على قطاع غزة فجر 18 مارس/آذار 2025، بعد هدنة مؤقتة استمرت شهرين فقط. ورغم الاتفاق، فإن الاحتلال خرق جميع بنود التهدئة، مستمرًا في استهداف البنية التحتية والمرافق الحيوية للمدنيين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبغطاء أمريكي وأوروبي، تواصل إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، أودت بحياة أكثر من:
172 ألف شهيد وجريح فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال.
14 ألف مفقود، لا يزال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض.
شبح العطش والمرض يطارد غزة وسط صمت دولي
بينما تواجه غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها الحديث، تستمر إسرائيل في استهداف أبسط مقومات الحياة، وسط تخاذل دولي عن إنقاذ الأرواح.
وتبقى دعوة سلطة المياه الفلسطينية صرخة استغاثة مفتوحة، فهل تستجيب لها الضمائر الحية قبل أن يتحول القطاع إلى مقبرة جماعية عطشى؟










