تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

في حادث مأساوي جديد، شهد الطريق الإقليمي قرب كارتة الخطاطبة، بمحافظة الجيزة في الاتجاه المؤدي إلى مدينة السادات ومحافظة المنوفية، تصادمًا مروعًا بين سيارتين ميكروباص، أسفر عن مصرع 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين بإصابات متنوعة ما بين كسور مضاعفة وكدمات وسحجات متفرقة بالجسد، في واحدة من أسوأ حوادث الطرق التي شهدتها المنطقة مؤخرًا.

تفاصيل الحادث المروع

تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا يفيد بوقوع حادث تصادم عنيف على الطريق الإقليمي، تحديدًا بعد كارتة الخطاطبة، بالقرب من قرية بني سلامة التابعة لمركز منشأة القناطر في محافظة الجيزة. انتقلت قوة من رجال الشرطة مدعومة بعدد كبير من سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، حيث تبين من المعاينة الأولية وقوع تصادم مباشر وشديد بين سيارتين ميكروباص، ما أدى إلى تهشمهما بالكامل.

وبحسب تحريات المباحث الجنائية بالجيزة، فقد بدأت الكارثة حين حاول سائق أحد الميكروباصات تجاوز سيارة نقل ثقيل، فاصطدم بحجر كبير وُضع كحاجز لفصل الطريق عن منطقة الأعمال. أدى الاصطدام إلى انحراف السيارة بعكس الاتجاه، واصطدامها وجهاً لوجه بالميكروباص الآخر، ليتحول المكان إلى مشهد مأساوي تكدست فيه الأشلاء وسط صرخات الاستغاثة.

شهادات صادمة من موقع الحادث

روى شهود عيان تفاصيل اللحظات المرعبة، وقال أحدهم: «العربيتين اتعجنوا في بعض.. وفضلنا نطلع في الناس واحدة واحدة لحد ما وصلت الإسعاف». وقال آخر إن الحادث وقع عندما حاول السائق تجاوز سيارة النقل الثقيلة بشكل مفاجئ، ليصطدم بالميكروباص القادم من الاتجاه المعاكس، ما أدى إلى انقلاب المركبتين في منتصف الطريق.

وأكد شهود آخرون أن حركة المرور توقفت تمامًا لأكثر من ساعة، في حين كانت فرق الإنقاذ تكافح لانتشال المصابين والضحايا من بين الحطام المعدني الملتوي.

جهود الإنقاذ والتحقيقات الأمنية

دفعت هيئة الإسعاف بـ 18 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات لنقل المصابين والمتوفين إلى أقرب المستشفيات. تم نقل 10 مصابين إلى مستشفى الباجور التخصصي بمحافظة المنوفية لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، بينما جرى إيداع جثامين الضحايا في المشرحة تمهيدًا لتشريحها بأمر من النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات وطلبت تقريرًا مفصلًا عن أسباب الوفاة.

وتمكنت قوات المرور من رفع آثار الحادث باستخدام الأوناش الثقيلة، وإعادة فتح الطريق الذي شهد شللًا مروريًا تامًا. كما تحفظت الشرطة على السيارتين المتسببتين في الحادث، وبدأت تحقيقات موسعة للوقوف على كافة ملابساته، وتحديد المسؤوليات بدقة.

متابعة من القيادات المحلية

انتقل اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، إلى مستشفى الباجور التخصصي للاطمئنان على المصابين، ووجه برفع درجة الاستعداد القصوى داخل جميع المستشفيات القريبة، مع ضمان توفير كل الإمكانيات الطبية اللازمة لهم، من أدوية ومستلزمات وأكياس دم، وتنسيق كامل بين مديرية الصحة وهيئة الإسعاف والمرور.

وحرص المحافظ على تقديم الدعم النفسي للمصابين وأسرهم، مؤكدًا أن الدولة ستوفر كل ما يلزم لتخفيف مصابهم في هذه الكارثة المفجعة.

تحرك عاجل من وزارة الصحة

وفي متابعة مركزية للحادث، وجه الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، برفع درجة الاستعداد القصوى بكافة مستشفيات محافظتي الجيزة والمنوفية، وتوفير أفضل مستويات الرعاية الطبية والإسعافية للمصابين.

كما كلف الوزير الدكتور محمد الطيب، نائب وزير الصحة والسكان، بالتوجه فورًا إلى محافظة المنوفية للإشراف الميداني على تقديم الرعاية الطبية والنفسية للمصابين، والتأكد من توافر جميع الأطقم الطبية المتخصصة والمستلزمات والأدوية.

وأكدت وزارة الصحة، في بيان رسمي، حرصها الدائم على تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين في مثل هذه الظروف الاستثنائية، مشددة على مواصلة جهودها لضمان سلامة المصابين وتقديم التعازي لأسر الضحايا، مع التعهد ببذل كل الجهود الممكنة لمساندتهم في هذا المصاب الأليم.

النيابة تفتح تحقيقًا موسعًا

وأحالت الشرطة ملف الواقعة إلى النيابة العامة، التي أمرت بتشريح الجثامين لبيان سبب الوفاة الرسمي، والتصريح بالدفن لاحقًا، إلى جانب فتح تحقيق شامل في ملابسات الحادث وأسبابه، خصوصًا في ضوء المعلومات الأولية التي تشير إلى السرعة الزائدة والتجاوز الخاطئ وانعدام الالتزام بقواعد السلامة المرورية.

بهذه التفاصيل المؤلمة، تنضم هذه الفاجعة إلى سلسلة من الحوادث المميتة على الطرق السريعة في مصر، مجددة الدعوات إلى ضرورة تشديد الرقابة المرورية، وفرض ضوابط أكثر صرامة على سلامة النقل الجماعي، للحفاظ على أرواح المواطنين.