-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
كارثة إنسانية وشيكة في غزة: الأمم المتحدة تحذر من مجاعة تهدد حياة آلاف الأطفال
تقرير صادم: أكثر من 470,000 شخص يواجهون جوعًا كارثيًا
كارثة إنسانية وشيكة في غزة: الأمم المتحدة تحذر من مجاعة تهدد حياة آلاف الأطفال
-
12 مايو 2025, 1:41:39 م
-
415
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
تصاعد التحذيرات الدولية وسط استمرار الحصار وتدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة
في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، حذرت منظمتا اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، التابعتان للأمم المتحدة، من خطر كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة آلاف الأطفال والنساء، بسبب الجوع الحاد وسوء التغذية، واستمرار إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
تقرير صادم: أكثر من 470,000 شخص يواجهون جوعًا كارثيًا
وفقًا لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الصادر اليوم، فإن ما يقرب من 470,000 شخص في غزة باتوا يواجهون جوعًا كارثيًا (المرحلة الخامسة)، بينما يعاني جميع سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وتضمن التقرير أرقامًا مفزعة، حيث يوجد 71,000 طفل وأكثر من 17,000 أم بحاجة ماسة إلى تدخلات طارئة لمعالجة سوء التغذية الحاد، بعد أن كانت التقديرات في بداية عام 2025 تشير إلى 60,000 طفل فقط.
الغذاء متوفر على الحدود... لكن المعابر مغلقة
رغم توفّر كميات ضخمة من المساعدات الغذائية على حدود غزة – أكثر من 116,000 طن متري تكفي لإطعام مليون شخص لأربعة أشهر – إلا أن استمرار الحصار الكامل منذ أوائل مارس، يمنع إدخالها إلى القطاع.
وقالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي:
"العائلات في غزة تتضور جوعًا بينما الطعام الذي تحتاجه متوفر على الحدود... الانتظار حتى إعلان المجاعة رسميًا سيكون قد فات الأوان بالنسبة للكثيرين."
الأطفال في عين العاصفة: الجوع يتحول إلى سلاح قاتل
أشارت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، إلى أن المجاعة لا تحدث فجأة، بل تتشكل عندما يُمنع الغذاء، وتُدمر الأنظمة الصحية، ويُترك الأطفال دون الحد الأدنى للبقاء. وأضافت:
"لقد حذرنا مرارًا من هذا السيناريو، ونجدد دعوتنا لجميع الأطراف لمنع وقوع الكارثة."
ويعاني معظم أطفال غزة من حرمان غذائي حاد، وسط تدهور خطير في الخدمات الصحية، ونقص المياه النظيفة، وانهيار نظام الصرف الصحي، ما يُنذر بارتفاع غير مسبوق في حالات سوء التغذية الحاد خلال الأسابيع المقبلة، خاصة في شمال غزة ورفح.
استنزاف الموارد الحيوية: مخازن الغذاء والطاقة فارغة
استنفد برنامج الأغذية العالمي آخر مخزوناته لدعم مطابخ الوجبات الساخنة في 25 أبريل، كما توقفت 25 مخبزًا مدعومًا عن العمل بسبب نفاد دقيق القمح ووقود الطهي.
أما اليونيسف، فقد أكدت أن مخزوناتها من مستلزمات الوقاية والعلاج من سوء التغذية على وشك النفاد، ما يهدد بفقدان شريان الحياة الأخير لعشرات آلاف الأطفال.
الحصار الإسرائيلي مستمر: أطول إغلاق للمعابر في تاريخ غزة
منذ إعادة استئناف الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه في 18 مارس 2025، يعيش القطاع تحت أطول فترة إغلاق للمعابر، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني، وجعل القليل منها غير متاح إلا لأصحاب الدخل المرتفع.
ورغم تعهدات المنظمات الدولية، فإن الوضع الإنساني في غزة يزداد تفاقمًا في ظل عجز المجتمع الدولي عن فرض آلية دائمة لإدخال المساعدات.
دعوات دولية للتحرك الفوري: منع المجاعة قبل فوات الأوان
أكدت 17 وكالة أممية ومنظمة غير حكومية في تقرير مشترك أن الوضع في غزة تجاوز حدود الأزمة، داعين جميع الأطراف إلى فتح المعابر فورًا، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية وفقًا للقانون الإنساني الدولي.
وأضافت الوكالات أن المجاعة لا تزال قابلة للتفادي إذا ما تم التحرك فورًا، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية.
إبادة جماعية مستمرة منذ أكتوبر 2023
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومع دعم أميركي وأوروبي، ارتكبت قوات الاحتلال إبادة جماعية ممنهجة في غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 172,000 شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 14,000 مفقود، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ المعاصر.
الجوع في غزة ليس مصادفة... بل نتيجة للحصار والحرب
ما تعيشه غزة اليوم ليس مجرّد أزمة غذاء، بل كارثة إنسانية من صنع الإنسان، نتجت عن استمرار الحصار، وتعطيل المساعدات، وتدمير البنية التحتية. والأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة لا تدع مجالًا للشك: المجاعة قادمة، ما لم يتحرك العالم الآن، وليس لاحقًا.







