صرخة أب غزي

كارثة إنسانية تهدد حياة الرضع في غزة بسبب نفاد حليب الأطفال وسط حصار خانق

profile
  • clock 5 مايو 2025, 1:03:40 م
  • eye 416
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

في مشهد إنساني بالغ القسوة، تتفاقم معاناة سكان قطاع غزة، حيث يواجه الأطفال الرضّع خطر الموت جوعًا بسبب نفاد حليب الأطفال من الأسواق والصيدليات، وسط حصار إسرائيلي خانق ومستمر منذ مطلع آذار/مارس الماضي. وفي ظل هذا الوضع المأساوي، تبدو محاولات الأهالي لإيجاد بدائل غذائية يائسة وغير كافية، ما ينذر بكارثة صحية وإنسانية وشيكة.

 

"لفيت كل الصيدليات وما لقيت حليب لابني": صرخة أب غزي

بكلمات تختصر حجم الألم، يقول الشاب مصعب الخطيب (26 عامًا) من سكان دير البلح: "لفيت كل الصيدليات والمستشفيات وما لقيت علبة حليب لابني الصغير".
"نفدت آخر علبة حليب قبل يومين، ولم أستطع العثور على بديل رغم بحثي في دير البلح والزوايدة والمغازي والنصيرات".

ويعكس حديث مصعب صورةً عامة لمعاناة آلاف الأسر الغزية، التي باتت عاجزة عن تأمين الحاجات الأساسية لأطفالها الرضّع، في ظل غياب شبه تام للمنتجات الغذائية والدوائية.

 

بدائل بدائية لا تسد الحاجة

في مواجهة هذا الواقع، تلجأ الأمهات في غزة إلى بدائل غذائية تقليدية مثل النشا والسكر، أو الحلبة المغلية، لكن هذه البدائل لا توفر العناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل.
وتقول إحدي السيدات  "ابنتي داليا التي تبلغ تسعة أشهر تجد صعوبة في المشي بسبب ضعف عظامها الناتج عن نقص الكالسيوم والفيتامينات".

البدائل المطروحة، رغم أنها تعكس صمودًا شعبيًا، إلا أنها غير كافية علميًا أو طبيًا، وفق تحذيرات الأطباء.

 

تهديدات صحية متزايدة للرضّع وحديثي الولادة

يؤكد الدكتور عماد أبو شومر، اختصاصي الأطفال وحديثي الولادة، أن 85% من الأطفال دون سن الستة أشهر في غزة يعانون من درجات متفاوتة من ضعف النمو، بسبب غياب الحليب الصناعي والمكملات الغذائية، إلى جانب سوء تغذية الأمهات.
ويضيف:
"لاحظنا نتائج خطيرة مثل نقص المناعة، واضطرابات النمو العصبي والإدراكي، وكل ذلك بسبب استمرار الحصار ونفاد الحليب والتطعيمات الأساسية".

 

أرقام مفزعة وتحذيرات رسمية

وفي بيان صدر مؤخرًا، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أن أكثر من 70 ألف طفل وصلوا إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية، فيما يواجه أكثر من 3,500 طفل خطر الموت الوشيك، بينما يعاني نحو 1.1 مليون طفل يوميًا من نقص حاد في الغذاء.

ووصف البيان ما يحدث بأنه "جريمة إبادة جماعية تُرتكب بسلاح التجويع، وسط صمت دولي مخزٍ".

 

استمرار الحصار وخروقات التهدئة

منذ استئناف العدوان الإسرائيلي في 18 آذار/مارس 2025، بعد هدنة مؤقتة بدأت في 19 كانون الثاني/يناير، تصعّدت الإجراءات العقابية ضد سكان القطاع. فقد منعت سلطات الاحتلال إدخال أي مساعدات أو إمدادات غذائية، ما أجبر المؤسسات الإغاثية والمجتمعية على التوقف التام عن تقديم خدماتها.

وبدعم أمريكي وأوروبي، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدوانها الوحشي، ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، في واحدة من أبشع المجازر بحق الإنسانية في العصر الحديث.

 

نداء عاجل للضمير العالمي

 

وسط هذا الواقع الكارثي، توجه المنظمات الإنسانية في غزة نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للتدخل الفوري والضغط من أجل إدخال حليب الأطفال والمساعدات الطبية والغذائية، وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح بريئة تتلاشى في صمت.

 

التعليقات (0)