تحييد البنية التحتية لإطلاق الصواريخ الباليستية*

قراءة عسكرية تحليلية: أهداف الضربات الإسرائيلية لليوم الثاني ضد إيران

profile
  • clock 14 يونيو 2025, 3:06:00 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

✍️ *رامي أبو زبيدة – باحث في الشؤون العسكرية والأمنية*

مع اتساع رقعة المواجهة العسكرية بين إيران و"إسرائيل"، تدخل العمليات الإسرائيلية مرحلة أكثر عمقًا وتعقيدًا، تتجاوز الرد الفوري على القصف الإيراني الواسع الذي استهدف العمق الصهيوني، لتتحول إلى عمليات استراتيجية تهدف لتغيير قواعد الاشتباك وتفكيك منظومة الردع الإيرانية. في اليوم الثاني من الضربات الإسرائيلية، *برزت ثلاث أهداف عسكرية رئيسية تُشكّل حجر الأساس في العقيدة العملياتية الإسرائيلية بالمرحلة الراهنة:*


*1. تحييد البنية التحتية لإطلاق الصواريخ الباليستية*

أولى الأهداف التي سعت إليها "إسرائيل" بوضوح، هو تجريد إيران من القدرة على تكرار هجومها الصاروخي الذي تميز بتكامل غير مسبوق بين صواريخ باليستية، كروز، وطائرات مسيرة.

وقد ركزت الغارات الجوية على مطارات وقواعد همدان، أصفهان، تبريز وبوشهر، والتي تُعد ضمن المحاور اللوجستية الأهم لإطلاق الصواريخ الباليستية متوسطة وبعيدة المدى.
الضربات هدفت لتدمير منصات الإطلاق الأرضية المتحركة والثابتة، وتعطيل مستودعات الذخيرة وأبراج التحكم، في محاولة لإرباك الجاهزية الإيرانية لأي هجمات انتقامية لاحقة.

*2. فرض السيادة الجوية وتقليص قدرات الرد الإيراني*

من جهة أخرى، تسعى "إسرائيل" لتحقيق تفوق جوي ميداني على أجواء إيران عبر:

*تعطيل منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، لا سيما رادارات الكشف المبكر ووسائط S-300 المحلية.*

*شل قدرات الطائرات المقاتلة عبر استهداف المدارج والبنى التحتية للمطارات العسكرية.*

*تقليص استخدام الطائرات بدون طيار التي شكّلت عنصرًا فاعلًا في الهجوم الإيراني، خاصة في الموجة الأولى التي أربكت الدفاعات الجوية.*


الهدف العملياتي هنا هو *"تقييد الفضاء الجوي الإيراني"* لصالح حرية مناورة الطائرات الإسرائيلية، استعدادًا لضربات أكثر دقة وعمقًا مستقبلًا، وإجبار طهران على الإبقاء على طائراتها في حالة إخفاء أو تنقل احترازي، كما تشير التقارير حول تحليق طائرات إيرانية إلى أماكن مجهولة.

*3. ضرب المؤسسات الاستخبارية وتصفية قيادات عملياتية حساسة*

الضربات الإسرائيلية الأخيرة لم تقتصر على البنى التحتية العسكرية، بل توسعت نحو استهداف *شخصيات قيادية في هيئة الأركان العامة الإيرانية،* كـ"العميد غلام رضا محرابي" مسؤول شؤون الاستخبارات، و"العميد مهدي رباني" مسؤول العمليات.
هذا النهج يعكس تحولًا واضحًا نحو شل الذراع العملياتي الإيراني، خاصة في وحدات الحرس الثوري المكلفة بمراقبة واكتشاف شبكات التجسس.

من الواضح أن الموساد الإسرائيلي يسعى لاستباق عمليات تفكيك شبكاته النائمة، التي نجحت طهران في كشف بعضها مؤخرًا، من خلال اغتيال أو إصابة مسؤولين يمتلكون مفاتيح أمنية واستخبارية حساسة.

*خلاصة:*

ما يحدث الآن ليس مجرد تبادل محدود للنيران، بل *حرب استخباراتية-استنزافية بطابع جوي عميق،* تسعى فيها "إسرائيل" إلى:

*تقليم أظافر الردع الإيراني.*
*فرض تفوق جوي مباشر.*
*تقويض بنى القيادة والسيطرة في قلب الحرس الثوري.*

لكن، كلما تصاعدت الضربات، ازدادت المخاطرة بتوسيع الحرب إلى مواجهة شاملة إقليمية، خاصة في ظل دخول أطراف وسيطة ووجود محاور دعم غير مباشر لكل طرف.

🟥 *تبقى الساعات القادمة مفتوحة على سيناريوهات متعددة... أهمها: هل تنجح إيران في امتصاص الصدمة؟ أم سنشهد جولة رد جديدة؟*

التعليقات (0)