-
℃ 11 تركيا
-
22 يونيو 2025
قراءة استراتيجية: بيان الاتحاد الأوروبي بشأن إيران وانحيازه المتزايد لإسرائيل
البرنامج النووي الإيراني في مرمى الاتهام
قراءة استراتيجية: بيان الاتحاد الأوروبي بشأن إيران وانحيازه المتزايد لإسرائيل
-
21 يونيو 2025, 12:20:29 م
-
420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
خاص موقع 180 تحقيقات
أثار البيان الصادر عن الاتحاد الأوروبي عقب محادثاته مع وزير الخارجية الإيراني موجة من التحليلات والانتقادات، نظرًا لما حمله من مؤشرات على تحوّل استراتيجي واضح في الموقف الأوروبي تجاه طهران. وفي هذا السياق، قدّم الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي قراءة تحليلية معمقة للبيان، تكشف عن أبعاد سياسية ودبلوماسية خطيرة.
دعم متصاعد لأمن إسرائيل
أبرز ما جاء في البيان الأوروبي هو التأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي بأمن إسرائيل، ما يعكس تحولًا تدريجيًا من الدور الوسيط إلى الاصطفاف السياسي والعسكري مع الحلف الأميركي-الإسرائيلي. ويبدو هذا الالتزام كجزء من استعداد أوروبي شامل للتعامل مع سيناريوهات تصعيد عسكري محتمل، وليس مجرد تعبير دبلوماسي عابر.
توافق تام مع واشنطن
البيان رحّب بـ"الجهود الأميركية" للتوصل إلى حل تفاوضي مع إيران، لكنه في جوهره لم يقدم أي رؤية أوروبية مستقلة، بل أعاد التأكيد على السير في فلك السياسة الأميركية، مع استخدام لغة "الضغوط الناعمة" لتمرير مواقف حادة من الملف النووي الإيراني.
البرنامج النووي الإيراني في مرمى الاتهام
أحد المحاور الأشد خطورة في البيان هو التشكيك الصريح في الأهداف المدنية للبرنامج النووي الإيراني، مع اعتبار أن "لا غرض مدني موثوق له"، وهو ما يفتح الباب سياسيًا وقانونيًا لتبرير أي ضربة عسكرية مستقبلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، سواء من قبل إسرائيل أو بالتنسيق مع حلفاء غربيين.
"دعوة لتجنب التصعيد": غطاء دبلوماسي منحاز
رغم دعوة الاتحاد الأوروبي إلى "تجنب التصعيد في الشرق الأوسط"، إلا أن هذه العبارة تبدو، حسب تحليل الدكتور الدليمي، محاولة لحماية صورة الاتحاد كوسيط نزيه، بينما تتناقض مع المواقف المنحازة واللغة العدائية التي استخدمت ضد إيران.
إشارات خطيرة في التحليل الاستراتيجي
عزل إيران دوليًا
البيان يكرّس حالة العزلة الدولية المتزايدة على طهران، ويشير إلى تشكّل جبهة موحدة تضم أوروبا، والولايات المتحدة، وإسرائيل، ودولًا عربية ضمنًا.
تمهيد دبلوماسي لضربة عسكرية
تبرئة البرنامج النووي الإيراني من الطابع المدني تمثل "تحضيرًا دبلوماسيًا" لتبرير ضربات محتملة مستقبلًا، في حال فشل المساعي الدبلوماسية الحالية.
نهاية الدور الأوروبي كوسيط
أوروبا، من خلال هذا البيان، تخلّت عمليًا عن دورها الوسيط في الملف النووي الإيراني، واقتربت من تبني سياسة أميركا-إسرائيل، ما يُفقدها مكانتها كضامن سابق للاتفاق النووي (JCPOA).
الاتفاق النووي أصبح من الماضي
اللغة المستخدمة في البيان لا تدع مجالًا كبيرًا للتفاؤل بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، بل توحي بأن الحديث بات منصبًا على منع إيران من امتلاك السلاح النووي بـ"أي وسيلة ممكنة".
توقعات مستقبلية ساخنة
يرجّح الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي عددًا من السيناريوهات المستقبلية، منها:
تصعيد عسكري محدود قد يتضمن ضربات دقيقة على إيران أو حلفائها.
ضغوط دبلوماسية مكثفة من أوروبا وأميركا على الصين وروسيا دون نتائج ملموسة.
رد فعل إيراني تصعيدي، يشمل احتمال الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
انفجار إقليمي محتمل في حال تحرك حزب الله أو الفصائل العراقية والسورية.









