الاغتيالات.. سلاح قديم فشل في كسر المقاومة

في الذكرى الأولى لاغتيال حسن نصر الله.. حماس: الاغتيالات لن تكسر إرادة المقاومة

profile
  • clock 27 سبتمبر 2025, 7:51:31 م
  • eye 429
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
حسن نصر الله

محمد خميس

أحيت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، مؤكدة أن جريمة اغتياله كانت محاولة فاشلة لثني المقاومة اللبنانية عن دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته.

وفي بيان رسمي صدر اليوم السبت، استذكرت الحركة المواقف البطولية لنصر الله في نصرة القضية الفلسطينية، خاصة خلال معركة "طوفان الأقصى"، التي شكلت محطة فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال. وأشارت إلى أن دماء قادة المقاومة اللبنانية قد تعانقت مع دماء قادة الشعب الفلسطيني وشهدائه على درب التحرير.

الاغتيالات.. سلاح قديم فشل في كسر المقاومة

أكدت حماس أن الاغتيالات الغادرة التي نفذها الاحتلال ضد قادة المقاومة، من لبنان إلى فلسطين، لم تفلح في إخماد جذوة النضال. بل على العكس، ساهمت هذه الجرائم في تعزيز إرادة المقاومة وإصرارها على المضي في دربها حتى تحقيق تطلعات الأمة في تحرير الأرض والمقدسات.

وقالت الحركة في بيانها: "الاحتلال ظن أن استهداف القادة سيضعف الصفوف، لكنه لم يدرك أن المقاومة أيديولوجيا متجذرة، وفكرة لا تموت باستشهاد أصحابها".

التضامن مع لبنان في مواجهة العدوان

إلى جانب إحياء ذكرى نصر الله، شددت حماس على تضامنها الكامل مع لبنان في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على أراضيه. ودعت الدول العربية والإسلامية إلى مساندة لبنان وتعزيز صموده، معتبرة أن هذا الدعم ضرورة استراتيجية لمواجهة مخططات الاحتلال وإفشال محاولاته لفرض واقع جديد في المنطقة.

اغتيال نصر الله.. محطة فاصلة في تاريخ حزب الله

عملية الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال ضد نصر الله بعد أقل من عام على اندلاع العدوان على غزة، اعتُبرت الأشد خطورة في تاريخ حزب الله منذ تأسيسه. فقد غيّبت شخصية قيادية ارتبط اسمها بجميع المواجهات الكبرى مع الاحتلال خلال العقود الثلاثة الماضية.

لقد شكل نصر الله رمزًا للمقاومة والصمود، إذ جمع بين الكاريزما السياسية والقدرة الاستراتيجية على إدارة الصراع. واستطاع عبر خطاباته الحاسمة أن يخوض حربًا نفسية وإعلامية مؤثرة، موازية للمعارك العسكرية على الأرض.

إرث نصر الله.. من "توازن الرعب" إلى تعزيز الردع

على مدى عقود، استطاع حسن نصر الله أن يطور معادلات الردع في مواجهة الاحتلال، عبر المزج بين العمل العسكري التقليدي والقدرات الصاروخية والاستخبارية. وقد رسخ مفهوم "توازن الرعب"، الذي منع الاحتلال من شن هجمات واسعة النطاق على لبنان لسنوات طويلة.

ومع اغتياله، دخل هذا التوازن مرحلة جديدة من الاستنزاف، خاصة مع تزايد الخروقات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ومع ذلك، فإن المقاومة اللبنانية لا تزال قادرة على إلحاق خسائر موجعة بالاحتلال، مستفيدة من الإرث العسكري والمعنوي الذي تركه نصر الله.

العلاقة بين حزب الله وحماس.. تحالف استراتيجي

يُجمع المراقبون على أن العلاقة بين حزب الله وحماس شكلت محورًا رئيسيًا في محور المقاومة. فقد امتدت هذه العلاقة من الدعم العسكري والتقني، إلى التنسيق السياسي والميداني، وصولًا إلى معركة "طوفان الأقصى" التي شهدت فتح جبهة الجنوب اللبناني إسنادًا لغزة.

وأكدت حماس في بيانها أن هذه العلاقة ليست تحالفًا عابرًا، بل هي وحدة مصير بين مقاومات تواجه احتلالًا واحدًا. وقالت: "دماء الشهداء من قادة الحزب وحماس امتزجت على درب تحرير القدس".

البعد الإقليمي والدولي لاغتيال نصر الله

لا يمكن قراءة اغتيال نصر الله بمعزل عن السياق الإقليمي. فقد جاء في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تحولات كبرى، ومحاولات أمريكية وإسرائيلية لإعادة رسم التوازنات. ويرى محللون أن تغييب نصر الله كان يستهدف إضعاف محور المقاومة، وتسهيل فرض تسويات تخدم الاحتلال.

لكن ردود الفعل التي صدرت عقب اغتياله، خاصة من إيران وسوريا والفصائل الفلسطينية، أكدت أن المشروع المقاوم لا يعتمد على فرد مهما كانت رمزيته، بل على منظومة متكاملة من القوى والشعوب.

الدعوة لوحدة الموقف العربي والإسلامي

في ختام بيانها، دعت حماس الدول العربية والإسلامية إلى تجاوز الخلافات، وتعزيز وحدة الموقف في مواجهة الاحتلال. وشددت على أن دعم المقاومة في فلسطين ولبنان ليس خيارًا سياسيًا فقط، بل واجبًا دينيًا وأخلاقيًا وقوميًا.

وأكدت أن وحدة الأمة هي السبيل لمواجهة التحديات، وأن دماء الشهداء من غزة إلى بيروت هي شاهد على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة جمعاء.

التعليقات (0)